وَالْعَنْكَبُوت لَدَى حَيْثُ أَلْقَت رَحلهَا أم قشعم هَذَا كَلَامه.
وقشعم: فعلمٌ من قشعت الرّيح التُّرَاب فانقشع وأقشع الْقَوْم عَن الشَّيْء وتقشعوا إِذا تفَرقُوا عَنهُ وتركوه.
وَقَوله: لَدَى أسدٍ شاكي السِّلَاح إِلَخ هَذَا الْبَيْت فِي الظَّاهِر غير مُرْتَبِط بِمَا قبله وَلَا يعرف مُتَعَلق لَدَى أسدٍ. وَقد فحصت عَنهُ فَلم أجد من ربطه بِمَا قبله مَعَ أَنه من أَبْيَات علم الْمعَانِي أورد شَاهدا لجَوَاز الْجمع بَين التَّجْرِيد والترشيح.)
وَقد رجعت إِلَى معاهد التَّنْصِيص للعباسي فَلم أر فِيهِ غير هَذِه الأبيات وَلم يتَكَلَّم عَلَيْهَا بشيءٍ فَفَزِعت إِلَى قريحتي وأعملت الفكرة فأرشدني الله إِلَى وَجهه وَهُوَ أَن لَدَى أَسد مُتَعَلق بألقت رَحلهَا أم قشعم على تَفْسِير أم قشعم بِالْحَرْبِ وَمعنى أَلْقَت رَحلهَا: حطت رَحلهَا الْحَرْب وَوضعت أَوزَارهَا وسكنت فَيكون الْإِلْقَاء عبارَة عَن السّكُون والهدوء كَمَا قَالَ الشَّاعِر: الطَّوِيل
(فَأَلْقَت عصاها وَاسْتقر بهَا النَّوَى ... كَمَا قر عينا بالإياب الْمُسَافِر)
وَيكون المُرَاد من الْأسد الْحَارِث بن عوفٍ المري فَإِنَّهُ هُوَ الَّذِي أطفأ نَار الْحَرْب بَين عبس وذبيان بعد مَا جرى بَينهمَا فِي يَوْم
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute