خبر كَانَ وَالْعَامِل فِي إِذا شَرطهَا لِأَنَّهَا لَيست حِينَئِذٍ مُضَافَة إِلَيْهِ.
قَالَ اللَّخْمِيّ: وَيجوز أَن يكون الْعَامِل كَانَ.
وَقَالَ الأعلم: يَقُول: إِذا قصرت أسيافنا فِي اللِّقَاء عَن الْوُصُول إِلَى الأقران وصلناها بخطانا مقدمين عَلَيْهِم حَتَّى ننالهم.
وَقَالَ اللَّخْمِيّ فِي شرح أَبْيَات الْجمل: معنى الْبَيْت: إِذا ضَاقَتْ الْحَرْب عَن مجَال الْخَيل وَاسْتِعْمَال الرماح نزلنَا للمضاربة بِالسُّيُوفِ فَإِن قصرت عَن إِدْرَاك الأقران خطونا إِلَيْهِم إقداماً عَلَيْهِم فألحقناها بهم. انْتهى.
قَالَ ابْن الشجري فِي أَمَالِيهِ: وَإِنَّمَا لم يجزموا بإذا فِي حَال السعَة كَمَا
جزموا بمتى لِأَنَّهُ خَالف إِن من حَيْثُ شرطُوا بِهِ فِيمَا لَا بُد من كَونه كَقَوْلِك: إِذا جَاءَ الصَّيف سَافَرت وَإِذا انصرم الشتَاء قفلت. وَلَا تَقول: إِن جَاءَ الصَّيف وَلَا إِن انصرم الشتَاء لِأَن الصَّيف لَا بُد من مَجِيئه والشتاء لَا بُد من انصرامه.
وَكَذَا لَا تَقول: إِن جَاءَ شعْبَان كَمَا تَقول إِذا جَاءَ شعْبَان. وَتقول: إِن جَاءَ زيدٌ لَقيته فَلَا تقطع بمجيئه. فَإِن قلت إِذا جَاءَ قطعت بمجيئه. فَلَمَّا خَالَفت إِذا إِن فِيمَا تَقْتَضِيه إِن من الْإِبْهَام لم يجزموا بهَا فِي سَعَة الْكَلَام. انْتهى.)
وَالْبَيْت من قصيدةٍ بائية مجرورةٍ لقيس بن الخطيم وَوَقع أَيْضا فِي شعرٍ رويه مَرْفُوع.
أما القصيدة المجرورة فعدتها ثَمَانِيَة وَثَلَاثُونَ بَيْتا أوردهَا مُحَمَّد
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute