للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ويطيعنا أَهله زمَان الدولة فَلَمَّا أدبر الْأَمر وانقضى صَاح بِنَا صائح الدَّهْر فصدع عصانا وشتت ملأنا. وَكَذَلِكَ الدَّهْر يَا سعد إِنَّه لَيْسَ من قومٍ بسرور وحبرة إِلَّا والدهر معقبهم حسرة ثمَّ أنشأت تَقول: فَقَالَ سعد: قَاتل الله عدي بن زيد كَأَنَّهُ ينظر إِلَيْهَا حَيْثُ يَقُول:

(إِن للدهر صولةً فأحذرنها ... لَا تبيتن قد أمنت السرورا)

(قد يبيت الْفَتى معافًى فيرزا ... وَلَقَد كَانَ آمنا مَسْرُورا)

وَأَكْرمهَا سعدٌ وَأحسن جائزتها فَلَمَّا أَرَادَت فِرَاقه قَالَت لَهُ: حَتَّى أحييك بِتَحِيَّة أملاكنا بَعضهم بَعْضًا: لَا جعل الله لَك إِلَى لئيم حَاجَة وَلَا زَالَ الْكَرِيم عنْدك حَاجَة وَلَا نزع من عبدٍ صَالح نعْمَة إِلَّا جعلك سَببا لردها عَلَيْهِ فَلَمَّا خرجت من عِنْده تلقاها نسَاء الْمصر فَقُلْنَ لَهَا: مَا صنع بك الأكير قَالَت: الْخَفِيف

(حاط لي ذِمَّتِي وَأكْرم وَجْهي ... إِنَّمَا يكرم الْكَرِيم الْكَرِيم))

انْتهى نَقله من شرح أَبْيَات الْمُغنِي للسيوطي.

<<  <  ج: ص:  >  >>