للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إِذا كَانَ فِيهَا معنى الْفِعْل حملا على معنى حِين كَقَوْلِك: بَينا قيام زيدٍ أقبل عَمْرو أَي: حِين قيام هَذَا أقبل ذَاك. فَإِن وَقع بعْدهَا اسْم جوهرٍ لم يكن إِلَّا رفعا نَحْو: بَينا زيدٌ

فِي الدَّار أقبل عَمْرو لِأَنَّهَا تُضَاف إِلَى جثة وَالْبَيْت لأبي ذُؤَيْب الْهُذلِيّ من قصيدته الْمَشْهُورَة الَّتِي رثى بهَا أَوْلَاده وَكَانُوا خَمْسَة وهلكوا فِي عَام وَاحِد أَصَابَهُم الطَّاعُون وَكَانُوا فِيمَن هَاجر إِلَى مصر.

وَقد تقدم شرح بعض مِنْهَا فِي الشَّاهِد السَّابِع وَالسِّتِّينَ.

قَالَ الإِمَام المرزوقي فِي شرح هَذِه القصيدة: روى الْأَصْمَعِي: بَينا تعنقه وروغه مجروراً.

وَكَانَ يَقُول: بَينا يُضَاف إِلَى المصادر خَاصَّة. والنحويون يخالفونه وَيَقُولُونَ: بَينا وبينما عبارتان للحين وهما مبهمتان لَا تضافان إِلَّا إِلَى الْجمل الَّتِي تبينها. فَإِذا قلت: بَينا أَنا جَالس طلع زيد فَالْمَعْنى: حِين أَنا جَالس أَو وَقت أَنا جَالس طلع زيد. وَذكر سِيبَوَيْهٍ خَاصَّة أَن إِذْ تقع بعدهمَا للمفاجأة تَقول: بَيْنَمَا نَحن نسير إِذْ أقبل زيد.

وَكثير من النَّحْوِيين والأصمعي يُنكرُونَ هَذَا وَيَقُولُونَ: لَا حَاجَة إِلَى إِذْ أَلا ترى أَنَّك تَقول: حِين زيدٌ جَالس قَامَ عَمْرو. وبَيْنَمَا بِمَنْزِلَة حِين. قَالُوا: وأشعارهم وَردت بِلَا إِذْ. وَمِمَّا اسْتشْهدُوا بِهِ بَيت أبي ذُؤَيْب هَذَا وَغَيره. وَمِمَّا يستشهد بِهِ لسيبويه قَوْله:

<<  <  ج: ص:  >  >>