كزيادتها فِي قَوْله عَزَّ وَجَلَّ: لَيْسَ كمثله شَيْء وَذَاكَ منجرةٌ وَالْمعْنَى الْإِضَافَة إِلَى ذَاك. وَقد أضيفت بَين إِلَى الْمُبْهم الْمُفْرد فِي نَحْو قَوْله سُبْحَانَهُ: عوانٌ بَين ذَلِك.
فَإِن قدرت الْإِضَافَة إِلَى الْفِعْل الَّذِي هُوَ رَأَيْتنِي كَمَا أَضَافَهُ الآخر إِلَيْهِ فِي قَوْله: الْبَسِيط
(بَينا أنازعهم ثوبي وأجذبهم ... إِذا بَنو صحفٍ بِالْحَقِّ قد وردوا)
وكما أضيف إِلَى الْجُمْلَة الاسمية فِي قَوْله: الوافر
وفصلت بَين الْمُضَاف والمضاف إِلَيْهِ بالظرف فَهُوَ وَجه. انْتهى.
وَهَذِه القصيدة أوردهَا الْمفضل فِي آخر المفضليات. قَالَ ابْن الْأَنْبَارِي فِي شرحها: وروى أَبُو عُبَيْدَة: فِيمَا تعنقه الكماة وروغه جعل مَا زَائِدَة صلَة فِي الْكَلَام أَي: بَينا يقتل ويراوغ إِذْ قتل. وعَلى هَذَا لَا شَاهد فِي الْبَيْت وَيكون تعنقه مجروراً بفي. وَضمير تعنقه رَاجع للمستشعر فِي بيتٍ قبل هَذَا بِسِتَّة أَبْيَات وَهُوَ:
(والدهر لَا يبْقى على حدثانه ... مستشعرٌ حلق الْحَدِيد مقنع)
والدهر مُبْتَدأ وَجُمْلَة لَا يبْقى إِلَخ خبر الْمُبْتَدَأ. وعَلى بِمَعْنى مَعَ والْحدثَان بِالتَّحْرِيكِ: مصدرٌ بِمَعْنى الْحَدث والحادثة ومستشعر
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute