وَقد قيل إِن المُرَاد بِلَفْظَة تقاسما اقْتَسمَا وَإِن المُرَاد بالأسحم الداجي الدَّم وَقيل: المُرَاد بالأسحم اللَّبن لاعتراض السمرَة فِيهِ وبالداجي الدَّائِم. انْتهى.)
وَلَا وَجه لتفسير تقاسما باقتسما على تَفْسِير الأسحم بِأحد الْمَعْنيين الْأَخيرينِ. وَكَيف يَصح تَفْسِير الداجي بالدائم مَعَ أَنه من الدجية وَهُوَ الظلام.
وَقَالَ الْجَوْهَرِي: قيل: هُوَ الدَّم وَقيل: الرَّحِم وَقيل: سَواد حلمة الثدي وَقيل: زق الْخمر.
وَقَوله: عوض هُوَ ظرفٌ مَقْطُوع عَن الْإِضَافَة مُتَعَلق بِمَا بعده. وَجُمْلَة: لَا نتفرق جَوَاب الْقسم وَجَاء بِهِ على حِكَايَة لفظ المتحالفين الَّذِي نطقا بِهِ عِنْد التَّحَالُف وَلَو جَاءَ بِهِ على لفظ الْإِخْبَار عَنْهُمَا لقَالَ: لَا يفترقان.
وَزعم ابْن السَّيِّد وَتَبعهُ اللَّخْمِيّ أَنه يجوز مَعَ كَون عوض ظرفا أَن يكون عوض مقسمًا بِهِ وَالْبَاء فِي أسحم بِمَعْنى فِي. وَهَذَا فَاسد لِأَنَّهُ كَانَ يجب حِينَئِذٍ إعرابه وجره بِحرف الْقسم.
قَالَ الأندلسي: لَا يجوز أَن يكون عوض اسْم صنم لتقدم الْمقسم بِهِ قبله ولبنائه
وَأَيْضًا لَا يجوز حذف حرف الْقسم عِنْد ذكر الْفِعْل.
وَعَلِيهِ اقْتصر الْخَوَارِزْمِيّ نَقله عَنهُ ابْن المستوفي قَالَ: عَنى بأسحم داج: اللَّيْل وَهُوَ لَيْسَ بالمقسم بِهِ إِنَّمَا هُوَ ظرف بِمَنْزِلَة أَن تَقول: تقاسما فِي ليلٍ داج يكون تآلفهما فِيهِ واستئناس كل وَقَالَ صَاحب الْعين: عوض كلمة تجْرِي مجْرى الْقسم فعوض على هَذَا القَوْل مَعْنَاهُ حلفا بالدهر لَا نتفرق فَحذف حرف الْقسم وَنصب الْمقسم بِهِ كَمَا فِي قَوْلك: الله لَأَفْعَلَنَّ. هَذَا كَلَامه.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute