أَحدهمَا: أَن مَدْلُول التَّسْبِيح لفظ لِأَنَّهُ مصدر سبح إِذا قَالَ سُبْحَانَ الله ومدلول سُبْحَانَهُ التَّنْزِيه لَا اللَّفْظ فَلَا يصلح جعل سُبْحَانَ الَّذِي مَدْلُوله معنى على مَا مَدْلُوله لفظ.
وَثَانِيهمَا: مَا ذكره البهلوان فِي حَاشِيَة الْكَشَّاف من أَنه قد تقرر أَن الْعلم لَا تجوز إِضَافَته إِلَّا بعد تنكيره وَطَرِيق تنكير الْعلم أَن يؤول بِوَاحِد من الْأمة الْمُسَمَّاة بِهِ.
وَقَول صَاحب الْكَشْف: وَلَيْسَت من بَاب زيد المعارك أَي: من إِضَافَة الْعلم إِلَى مَا هُوَ وَأَشَارَ أَبُو السُّعُود فِي تَفْسِيره لردهما بقوله: وَحَيْثُ كَانَ الْمُسَمّى معنى لَا عينا وجنساً لَا شخصا لم تكن إِضَافَته من قبيل مَا فِي زيد المعارك أَو حَاتِم طَيئ. وَإِنَّمَا فعل هَذَا لِأَن نَحْو: زيد المعارك لَا يكون إِلَّا فِي علم الشَّخْص دون علم الْجِنْس.
قَالَ صَاحب اللّبَاب: طَرِيق تنكير الْعلم أَن يتَأَوَّل بواحدٍ من الْأمة الْمُسَمَّاة بِهِ نَحْو: هَذَا زيد وَرَأَيْت زيدا آخر.
أَو يكون صَاحبه قد اشْتهر بِمَعْنى من الْمعَانِي فَيجْعَل بِمَنْزِلَة الْجِنْس الدَّال على ذَلِك الْمَعْنى نَحْو قَوْلهم: لكل فرعونٍ مُوسَى.
قَالَ شَارِحه: قَوْله وَطَرِيق تنكير الْعلم أَي: من أَعْلَام الْأَشْخَاص لَا من أَعْلَام الْأَجْنَاس فَإِنَّهُ لَا يُنكر بِالطَّرِيقِ الأول لِأَن من شَرطه أَن يُوجد الِاشْتِرَاك فِي التَّسْمِيَة والمسمى بِعلم الْجِنْس واحدٌ لَا تعدد فِيهِ اللَّهُمَّ إِلَّا أَن يُوجد اسمٌ مُشْتَرك أطلق بِحَسب الِاشْتِرَاك على نَوْعَيْنِ مُخْتَلفين ثمَّ ورد