بقتيبة فَخَطب النَّاس بِمَسْجِد عَرَفَات: فَذكر غدر بني تَمِيم ووثوبهم على سلطانهم وإسراعهم إِلَى الْفِتَن وَأَنَّهُمْ أصحابفتن وَأهل غدر وَقلة شكر.
فَقَامَ إِلَيْهِ الفرزدق فَقَالَ وَفتح رِدَاءَهُ: يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ هَذَا رِدَائي رهنٌ لَك بوفاء بني تَمِيم وَالَّذِي بلغك كذب فَقَالَ الفرزدق فِي ذَلِك حَيْثُ جَاءَت بيعَة وَكِيع لِسُلَيْمَان: الطَّوِيل
(فدى لسيوفٍ من تميمٍ وفى بهَا ... رِدَائي وجلت عَن وُجُوه الأهاتم)
(شفين حزازات الصُّدُور وَلم تدع ... علينا مقَالا فِي وفاءٍ للائم))
(أبأنا بهم قَتْلَى وَمَا فِي دِمَائِهِمْ ... وفاءٌ وَهن الشافيات الحوائم)
(جزى الله قومِي إِذْ أَرَادَ خفارتي ... قُتَيْبَة سعي الأفضلين الأكارم)
(هم سمعُوا يَوْم المحصب من منى ... ندائي إِذا الْتفت رفاق المواسم)
والحوائم: العطاش الَّتِي تحوم حول المَاء. وخفض الحوائم على معنى الْحسن الْوَجْه. انْتهى.
وترجمة الفرزدق تقدّمت فِي الشَّاهِد الثَّلَاثِينَ من أَوَائِل الْكتاب.
وَقَالَ الْعَيْنِيّ: الرِّدَاء فِي الْبَيْت الشَّاهِد بِمَعْنى السَّيْف. وَأنْشد عَلَيْهِ بَيْتا ثمَّ قَالَ: ثَلَاث مئين مُبْتَدأ وَجُمْلَة وفى بهَا: خَبره. وجلت بِالتَّشْدِيدِ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute