للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَمن ذَلِك قَول الله عَزَّ وَجَلَّ: من جَاءَ بِالْحَسَنَة فَلهُ عشر أَمْثَالهَا لِأَن الْمَعْنى واقعٌ على حَسَنَات وأمثال نعتٌ لما وَقع عَلَيْهِ الْعدَد.

وَكَذَلِكَ: وقطعناهم اثْنَتَيْ عشرَة أسباطاً لِأَن الْمَعْنى واقعٌ على جماعات.

وعَلى هَذَا تَقول: عِنْدِي عشرَة نسابات لِأَنَّك تُرِيدُ الرِّجَال وَإِنَّمَا نسابات نعت. وَتقول: إِذا عنيت الْمُذكر: عِنْدِي ثَلَاثَة دوابٌ يَا فَتى لِأَن الدَّوَابّ نعت فكأنك قلت: عِنْدِي ثَلَاثَة براذين دَوَاب.

وَتقول: عِنْدِي خمسٌ من الشَّاء لِأَن الْوَاحِدَة شاةٌ لذكر كَانَ أَو أُنْثَى. انْتهى.

وَمَا نَقله عَن الْمبرد هُوَ مسطور فِي الْكَامِل قَالَ فِيهِ: قَوْله: ثَلَاث شخوص الْوَجْه ثَلَاثَة شخوص وَلكنه قصد إِلَى نساءٍ أنث على الْمَعْنى. وَأَبَان مَا أَرَادَ بقوله: كاعبان ومعصر.

وَمثله قَول الشَّاعِر: الطَّوِيل)

(فَإِن كلاباً هَذِه عشر أبطنٍ ... وَأَنت برئٌ من قبائلها الْعشْر)

فَقَالَ: عشر أبطن لِأَن الْبَطن قَبيلَة وَأَبَان ذَلِك فِي قَوْله: من قبائلها الْعشْر. وَقَالَ الله عَزَّ وَجَلَّ: من جَاءَ بِالْحَسَنَة فَلهُ عشر أَمْثَالهَا لِأَن الْمَعْنى حَسَنَات. انْتهى.

وَكَذَا قَالَ السكرِي فِي شرح أشعار اللُّصُوص قَالَ: كَانَ يجب أَن يَقُول: ثَلَاثَة لِأَن الشخوص مذكرة وَلكنه ذهب إِلَى أَعْيَان النِّسَاء لِأَنَّهُنَّ مؤنثات وَإِن كَانَ سَبَب اللَّفْظ مذكراً.

<<  <  ج: ص:  >  >>