للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أَبُو الْقَاسِم عَليّ ابْن حَمْزَة الْبَصْرِيّ فِيمَا كتبه على الْغَرِيب المُصَنّف لأبي عبيد الْقَاسِم بن سَلام من تَبْيِين غلطاته فِيهِ.

قَالَ أَبُو الْقَاسِم: وَرُوِيَ عَن أبي عُبَيْدَة: المذرى: طرف الألية. والرانفة: ناحيتها. ثمَّ قَالَ إِخْبَارًا عَن نَفسه: يُقَال: المذروان أَطْرَاف الأليتين وَلَيْسَ لَهما وَاحِد وَهَذَا أَجود الْقَوْلَيْنِ لِأَنَّهُ لَو كَانَ لَهما واحدٌ فَقيل: مذرًى لَكَانَ فِي التَّثْنِيَة مذريان بِالْيَاءِ. وَمَا كَانَت فِي التَّثْنِيَة بِالْوَاو.

قَالَ أَبُو الْقَاسِم: كَانَ يجب عَلَيْهِ إِذْ سمت بِهِ نَفسه إِلَى الرَّد على أبي عُبَيْدَة معمرٍ ابْن الْمثنى أَن يضْبط مَا يروي أَولا وَإِلَّا فَهُوَ كَالَّذي لم يتم.

والمذروان والرانفان بِمَعْنى وَاحِد وَقد فرق بَينهمَا فَجعل المذروين الطَّرفَيْنِ وَعبر عَنْهُمَا بالأطراف وَجعل الرانفة النَّاحِيَة وَلَيْسَ كَذَلِك قَالَ أَبُو عُبَيْدَة وَغَيره. وَكَلَام أبي مَالك أحكا لِأَنَّهُ أتم. المذروان: أعالي الأليتين وأعالي القرنين أَيْضا

وَكَذَلِكَ أعالي الْمَنْكِبَيْنِ. وَكَذَلِكَ الروانف الْوَاحِدَة رانفة. وَأنْشد بَيت عنترة. فَفِي هَذَا القَوْل دليلٌ على أَن المذروين لَيْسَ باسمٍ لشيءٍ وَاحِد.

وَمَعَ هَذَا فقد قَالَ أَبُو يُوسُف بن السّكيت فِي بَاب الْمثنى: جَاءَ ينفض مذرويه إِذا جَاءَ يتوعد. وَجَاء يضْرب أزدريه إِذا جَاءَ فَارغًا وَيُقَال بالصَّاد أَيْضا.

وَهَذَا وَإِن كَانَ غير مَا قَالَ أَبُو مَالك فإليه يرجع لِأَن تَحْرِيك الْمَنْكِبَيْنِ من فعال المتوعد فيريد أَنه متوعدٌ هَذَا فعاله ومحركٌ مَنْكِبَيْه إِنَّمَا تتحرك لَهُ فروعهما وأعاليهما كَمَا قَالَ أَبُو مَالك. وَمَا)

حَكَاهُ فِي وَاحِد المذروين كَلَام

<<  <  ج: ص:  >  >>