الْبَيْت فَإِن تركيين متضمنان وَلَفْظهمَا مُتحد لجزأيهما وهما الْوَجْهَانِ فَإِن وَجه كل أحدٍ جُزْء مِنْهُ فَلَمَّا أضيف إِلَيْهِمَا أضيف بِلَفْظ الْمُفْرد وَهُوَ الْوَجْه. وَهَذَا أولى من أَن يَقُول: كَأَنَّهُ وَجها تركيين.
وَجمعه أولى من الْإِفْرَاد. فَلَو قَالَ: كَأَنَّهُ وُجُوه تركيين أولى من وَجه تركيين. هَذَا مُحَصل كَلَامه.
وإيضاحه أَن كل مَا فِي الْجَسَد مِنْهُ شيءٌ وَاحِد لَا ينْفَصل كالرأس وَالْأنف وَاللِّسَان وَالظّهْر والبطن وَالْقلب فَإنَّك إِذا ضممت إِلَيْهِ مثله جَازَ فِيهِ ثَلَاثَة أوجه: أَحدهمَا: الْجمع وَهُوَ الْأَكْثَر نَحْو قَوْله تَعَالَى: فقد صغت قُلُوبكُمَا. وَإِنَّمَا عبروا بِالْجمعِ وَالْمرَاد التَّثْنِيَة لِأَنَّهَا جمع. وَهَذَا لَا يلبس. وشبهوا هَذَا النَّوْع بقَوْلهمْ: نَحن فعلنَا.
قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَسَأَلت الْخَلِيل عَن: مَا أحسن وُجُوههمَا فَقَالَ: لِأَن الِاثْنَيْنِ جَمِيع وَهَذَا بِمَنْزِلَة قَول الِاثْنَيْنِ: نَحن فعلنَا ذَاك وَلَكنهُمْ أَرَادوا أَن يفرقُوا بَين مَا يكون مُنْفَردا وَبَين مَا يكون شَيْئا من شَيْء. اه.
يُرِيد أَنهم قد استعملوا فِي قَوْلهم: مَا أحسن وُجُوه الرجلَيْن الْجمع مَوضِع الِاثْنَيْنِ كَمَا يَقُول الِاثْنَان: نَحن فعلنَا وَنحن إِنَّمَا هُوَ ضميرٌ موضوعٌ للْجَمَاعَة.
وَإِنَّمَا استحسنوا ذَلِك لما بَين التَّثْنِيَة وَالْجمع من التقارب من حَيْثُ كَانَت التَّثْنِيَة عددا تركب من ضم واحدٍ إِلَى وَاحِد. وَأول الْجمع وَهُوَ الثَّلَاثَة تركب من ضم واحدٍ إِلَى اثْنَيْنِ فَلذَلِك قَالَ:
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute