للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَهَذِه عبارَة الْفراء نقلناها تبركاً. قَالَ فِي تَفْسِيره عِنْد قَوْله تَعَالَى: وَالسَّارِق

والسارقة فَاقْطَعُوا أَيْدِيهِمَا: وَفِي قِرَاءَة عبد الله: والسارقون والسارقات فَاقْطَعُوا أيمانهما وَإِنَّمَا قَالَ أَيْدِيهِمَا لِأَن كل شيءٍ موحد من خلق الْإِنْسَان إِذا ذكر مُضَافا إِلَى اثْنَيْنِ فَصَاعِدا جمع فَقيل: قد هشمت رؤوسهما وملأت ظهورهما وبطونهما ضربا. وَمثله: فقد صغت قُلُوبكُمَا.

وَإِنَّمَا اختير الْجمع على التَّثْنِيَة لِأَن أَكثر مَا تكون عَلَيْهِ الْجَوَارِح اثْنَيْنِ فِي الْإِنْسَان: الْيَدَيْنِ وَالرّجلَيْنِ والعينين فَلَمَّا جرى أَكْثَره على هَذَا ذهب بِالْوَاحِدِ مِنْهُ مَذْهَب التَّثْنِيَة.

وَقد يجوز هَذَا فِيمَا لَيْسَ من خلق الْإِنْسَان وَذَلِكَ أَن تَقول للرجلين: خليتما نساءكما وَأَنت تُرِيدُ امْرَأتَيْنِ وخرقتما قمصكما. وَإِنَّمَا ذكرت ذَلِك لِأَن من النَّحْوِيين من كَانَ لَا يُجِيزهُ إِلَّا فِي خلق الْإِنْسَان. وكلٌّ سَوَاء. اه.

وَكَذَا قَالَ ابْن الشجري فِي هَذَا قَالَ: وجروا على هَذَا السّنَن فِي الْمُنْفَصِل عَن الْجَسَد فَقَالُوا: مد الله فِي أعماركما ونسأ الله فِي آجالكما. وَمثله فِي الْمُنْفَصِل فِيمَا حَكَاهُ سِيبَوَيْهٍ: ضع رحالهما. اه.

أَقُول: كَذَا فِي الشَّرْح أَيْضا.

وَحَكَاهُ سِيبَوَيْهٍ فِي أَوَائِل

<<  <  ج: ص:  >  >>