وَاسْتشْهدَ بِهِ سِيبَوَيْهٍ على تَثْنِيَة الْمُضَاف على الأَصْل فِي موضِعين من كِتَابه.
الْموضع الأول: فِي الرّبع الأول فِي بَاب مَا جرى من الْأَسْمَاء الَّتِي من الْأَفْعَال وَمَا أشبههَا من الصِّفَات الَّتِي لَيست بفعلٍ. وَتقدم نقل كَلَامه فِي الْبَيْت الَّذِي قبل هَذَا.
والموضع الثَّانِي: أول الرّبع الرَّابِع بَين أَبْوَاب جموع التكسير فِي بَاب تَرْجَمته: هَذَا بَاب مَا لفظ بِهِ مِمَّا هُوَ مثنى كَمَا لفظ بِالْجمعِ.
قَالَ: وَهُوَ أَن يكون كل واحدٍ مِنْهُمَا بعض شيءٍ مُفْرد من صَاحبه وَذَلِكَ قَوْلك: مَا أحسن رؤوسهما وَأحسن عواليهما.
قَالَ الله تبَارك وَتَعَالَى: إِن تَتُوبَا إِلَى الله فقد صغت قُلُوبكُمَا وَقَالَ الْخَلِيل: نَظِيره قَوْلك: فعلنَا وأنتما اثْنَان فَتكلم بِهِ كَمَا تكلم بِهِ وَأَنْتُم ثَلَاثَة. وَقد قَالَت الْعَرَب فِي الشَّيْئَيْنِ اللَّذين كل واحدٍ مِنْهُمَا اسمٌ على حِدة وَلَيْسَ واحدٌ مِنْهُمَا بعض شَيْء كَمَا قاولوا فِي ذَا لِأَن التَّثْنِيَة جمعٌ فقالوه كَمَا قَالُوا: فعلنَا.)
زعم يُونُس أَنهم يَقُولُونَ: ضع رحالهما وغلمانهما وَإِنَّمَا هما اثْنَان. إِلَى أَن قَالَ: وَزعم يُونُس أَنهم يَقُولُونَ: ضربت رأسيهما. وَزعم أَنه سمع ذَلِك من رؤبة أَيْضا أجروه على الْقيَاس.