للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أَي. وَهَذِه الرِّوَايَة وَاضِحَة. قَالَ صَاحب الْعباب: وانتكب الرجل كِنَانَته أَو قوسه إِذا أَلْقَاهَا على مَنْكِبَيْه وَكَذَلِكَ تنكبها. وتنكبه: تجنبه.

انْتهى.

قَالَ بعض فضلاء الْعَجم فِي شرح أَبْيَات الْمفصل: الإبلان: جماعتان من الْإِبِل. وَلَفظ الْإِبِل فِي عرفهم عبارةٌ عَن مائَة بعير وَإِن جَازَ اسْتِعْمَاله فِي أَكثر مِنْهُ.

وَقَوله: فيهمَا مَا علمْتُم قَالَ صَاحب الْكتاب يَعْنِي الزَّمَخْشَرِيّ: أَي مَا علمْتُم من قرى الأضياف وَتحمل الغرامات والديات. والتنكب: التجنب. وتنكب الْقوس: أَلْقَاهَا على مَنْكِبه.

وَلَا يدْرِي مِمَّا أَخذ مَا فِي الْبَيْت. نَقله كُله عَن المقتبس.

قلت: أَخذه من الثَّانِي وَضَمنَهُ معنى الْأَخْذ. وَالْمعْنَى: لنا قطيعان من الْإِبِل فيهمَا مَا علمْتُم من قرى الأضياف وَتحمل الغرامات فَخُذُوا عَن أَيهمَا مَا شِئْتُم وأردتم فَإِنَّهَا مباحةٌ غير مَمْنُوعَة. وَلَا يبعد أَن يُرِيد: فتجنبوا عَن أَيهمَا مَا دَامَ لكم

مَشِيئَة أَي: أبدا. فتجنبوا فَإِنَّهَا مَحْفُوظَة بِنَا. وَفِي هَذَا الْوَجْه يكون الْبَيْت مُشْتَمِلًا على السماحة والحماسة وَالْقَصْد إِلَى وصف أَرْبَابهَا بِالْعِزَّةِ وَالْقُوَّة وَأَن أحدا لَا يقدر على التَّعَرُّض لإبلهم. هَذَا كَلَامه.

وَقَالَ خضر الْموصِلِي فِي شرح شَوَاهِد التفسيرين: تنكبوا: اجعلوه فِي منكبكم. وعَن للمجاوزة لِأَن الْقطعَة المتنكبة قد انفصلت عَن الْبَاقِي من تنكب الْقوس: أَلْقَاهَا على مَنْكِبه أَو من نكب عَن الطَّرِيق:

<<  <  ج: ص:  >  >>