المنسرح
(إِنِّي لباكٍ على ابْني يوسفٍ جزعاً ... وَمثل فقدهما للدّين يبكيني)
(مَا سد حيٌّ وَلَا ميتٌ مسدهما ... إِلَّا الخلائف من بعد النَّبِيين)
وابنا يُوسُف هما مُحَمَّد أَخُو الْحجَّاج السفاك وَمُحَمّد ابْنه فَإِنَّهُ جَاءَهُ نعي أَخِيه يَوْم مَاتَ ابْنه.
قَالَ: أما قَوْله: من بعد النبين فخفض هَذِه النُّون وَهِي نون الْجمع وَإِنَّمَا فعل ذَلِك لِأَنَّهُ جعل الْإِعْرَاب فِيهَا لَا فِيمَا قبلهَا وَجعل هَذَا الْجمع كَسَائِر الْجمع نَحْو: أفلس ومساجد وكلاب فَإِن إِعْرَاب هَذَا كإعراب الْوَاحِد.
وَإِنَّمَا جَازَ ذَلِك لِأَن الْجمع يكون على أبنيةٍ شَتَّى وَإِنَّمَا يلْحق مِنْهُ منهاج التَّثْنِيَة مَا كَانَ على حد التَّثْنِيَة لَا يكسر الْوَاحِد عَن بنائِهِ وَإِلَّا فَلَا فَإِن الْجمع كالواحد لاخْتِلَاف مَعَانِيه كَمَا تخْتَلف مَعَاني الْوَاحِد والتثنية لَيست كَذَلِك لِأَنَّهَا ضرب وَاحِد لَا يكون اثْنَان أَكثر من اثْنَيْنِ عددا كَمَا يكون الْجمع أَكثر من الْجمع.
فمما جَاءَ على هَذَا الْمَذْهَب قَوْلهم: هَذِه سنينٌ فَاعْلَم وَهَذِه عشرينٌ فَاعْلَم.
(إِنِّي أبيٌّ أبيٌّ ذُو محافظةٍ ... وَابْن أبيٍّ أبيٍّ من أبيين)
(وَأَنْتُم معشر زيدٌ على مائةٍ ... فَأَجْمعُوا كيدكم كلا فكيدوني)
وَقَالَ سحيم بن وثيل:
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute