وَتَبعهُ ابْن يعِيش وَقَالَ: الْأَبدَان جمع بدانة وَهِي النَّاقة المتخذة للنحر. يُرِيد أَنهم يسمنون الْإِبِل فينحرونها للأضياف. وَعَلِيهِ يَقْتَضِي أَن يكون من إِضَافَة أحد المترادفين إِلَى الآخر مَعَ أَنه لم يسمع جمع بَدَنَة على أبدان وَإِنَّمَا ورد جمعهَا على بدنات وبدن بِضَمَّتَيْنِ وَإِسْكَان الدَّال تَخْفِيفًا.
وَالصَّوَاب أَنه جمع بدن وَهُوَ من الْجَسَد مَا سوى الرَّأْس وَالْيَدَيْنِ وَالرّجلَيْنِ. وَإِنَّمَا آثر ذكره على غير لإِفَادَة زِيَادَة وَصفهم بِالْكَرمِ فَإِنَّهُم إِذا فرقوا أفضل لحم الْجَزُور فتفريق مَا سواهُ يكون بِالطَّرِيقِ الأولى وَالْإِضَافَة حينئذٍ من إِضَافَة الْبَعْض إِلَى الْكل. والبدنة: نَاقَة أَو بقرةٌ زَاد الْأَزْهَرِي: أَو بعير. قَالُوا: وَلَا تقع على الشَّاة.
وَالْجَزُور بِفَتْح الْجِيم من الْإِبِل خَاصَّة يَقع على الذّكر وَالْأُنْثَى وَالْجمع جزر بِضَمَّتَيْنِ وَتجمع أَيْضا على جزرات ثمَّ على جزائر. وَلَفظ الْجَزُور أُنْثَى فَيُقَال: رعت الْجَزُور. قَالَه ابْن الْأَنْبَارِي.