للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَاجِزا عَنْك وَلَا يسعني شيءٌ إِلَّا لم يعجز عَنْك. هَذَا معنى الْكَلَام. فَإِن حَملته على الأول قبح الْمَعْنى لِأَنَّك لَا تُرِيدُ أَن تَقول إِن الْأَشْيَاء لَا تسعني وَلَا تعجز عَنْك. فَهَذَا لَا ينويه أحد. انْتهى كَلَام سِيبَوَيْهٍ.

وَمِنْه تعرف وَجه جعل الشَّارِح الْمُحَقق هَذَا الْمِثَال من النَّفْي بِالْمَعْنَى الثَّانِي وَأَن الرِّوَايَة بِنصب فينطق.

قَالَ الأعلم: الشَّاهِد فِي نصب مَا بعد الْفَاء على الْجَواب مَعَ دُخُول إِلَّا بعده للْإِيجَاب لِأَنَّهَا عرضت بعد اتِّصَال الْجَواب بِالنَّفْيِ. ونصبه على مَا يجب لَهُ فَلم بِغَيْرِهِ.

والندي: الْمجْلس أَي: إِذا نطق منا نَاطِق فِي مجْلِس جماعةٍ عرف صَوَاب قَوْله فَلم ترد مقَالَته.

انْتهى.

وَمثله لِابْنِ السراج قَالَ فِي الْأُصُول: وَتقول مَا قَامَ زيدٌ فَيحسن إِلَّا حمد وَمَا قَامَ زيد فيأكل إِلَّا)

طَعَامه بِالنّصب.

قَالَ الشَّاعِر:

وَمَا قَامَ منا قائمٌ فِي ندينا وَيجوز رفع فينطق كَمَا جَازَ فِي: مَا أَتَيْنَا فَتكلم إِلَّا بالجميل فَتكون الْفَاء للْعَطْف.

وَبِه اسْتشْهد ابْن النَّاظِم والمرادي فِي شرح الألفية. قَالَ الْعَيْنِيّ: الشَّاهِد فِيهِ رفع ينْطق لِأَن من شَرط النصب بعد النَّفْي أَن يكون النَّفْي خَالِصا وَهَا هُنَا لَيْسَ كَذَلِك. انْتهى.

وَالْبَيْت من قصيدةٍ طَوِيلَة للفرزدق يفتخر بهَا على جرير وعدتها مائَة بَيت وَخَمْسَة عشر بَيْتا

<<  <  ج: ص:  >  >>