فَإِن قلت: مَا الْفرق بَين وَاو الْجمع وواو الْعَطف وَهل هما إِلَّا شيءٌ وَاحِد قلت: وَاو الْجمع فِي الأَصْل للْعَطْف لكنه خص بِبَعْض أَحْوَاله وَذَلِكَ أَن الْمَعْطُوف قد يكون قبل الْمَعْطُوف عَلَيْهِ فِي الْوُجُود وَقد يكون بعده وَقد يكون مَعَه نَحْو: جَاءَ زيد وعمروٌ قبله أَو بعده أَو مَعَه.
فَخص وَاو الْجمع بِمَا يكون بِمَعْنى مَعَ فَهُوَ بِاعْتِبَار أصل معنى الْعَطف احْتَاجَ إِلَى تَقْدِير مصدر منتزع من الأول. وَبِاعْتِبَار اخْتِصَاصه الْعَارِض بِحَال الْمَعِيَّة صَار كَأَنَّهُ قسيمٌ للْعَطْف الْمُطلق الَّذِي لَا يتَقَيَّد. فواو الْجمع عطفٌ مُقَيّد بالمعية وواو الْعَطف غير مُقَيّد بهَا. فَهَذَا هُوَ الْفرق.