للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَهُوَ اسْم وَلما ضممته إِلَى الِاسْم وَجعلت أحب لَهما وَلم ترد قطعه لم يكن بُد من إِضْمَار أَن.

قَالَ النّحاس: قَالَ أَبُو الْحسن: أَي لم ترد لبس عباءة أحب إِلَيّ. وَأَن تقر عَيْني لِأَن هَذَا يبطل الْمَعْنى لِأَنَّهُ لم يرد أَن لبس عباءة أحب إِلَيْهِ. هَذَا سخف إِنَّمَا أَرَادَ قُرَّة الْعين فَلهَذَا نصب.

وَقَالَ الأعلم: نصب تقر بإضمار أَن ليعطف على اللّبْس لِأَنَّهُ اسْم وتقر فعل فَلم يُمكن عطفه عَلَيْهِ فَحمل على إِضْمَار إِن لِأَن أَن وَمَا بعْدهَا اسْم فعطف اسْما على اسْم وَجعل الْخَبَر عَنْهُمَا وَاحِدًا وَهُوَ أحب.

وَالْمعْنَى: لبس عباءةٍ مَعَ قُرَّة الْعين وصفاء الْعَيْش أحب إِلَيّ من لبس الشفوف مَعَ سخنة الْعين ونكد الْعَيْش.

فَإِن قلت: مَا الْفرق بَين وَاو الْجمع وواو الْعَطف وَهل هما إِلَّا شيءٌ وَاحِد قلت: وَاو الْجمع فِي الأَصْل للْعَطْف لكنه خص بِبَعْض أَحْوَاله وَذَلِكَ أَن الْمَعْطُوف قد يكون قبل الْمَعْطُوف عَلَيْهِ فِي الْوُجُود وَقد يكون بعده وَقد يكون مَعَه نَحْو: جَاءَ زيد وعمروٌ قبله أَو بعده أَو مَعَه.

فَخص وَاو الْجمع بِمَا يكون بِمَعْنى مَعَ فَهُوَ بِاعْتِبَار أصل معنى الْعَطف احْتَاجَ إِلَى تَقْدِير مصدر منتزع من الأول. وَبِاعْتِبَار اخْتِصَاصه الْعَارِض بِحَال الْمَعِيَّة صَار كَأَنَّهُ قسيمٌ للْعَطْف الْمُطلق الَّذِي لَا يتَقَيَّد. فواو الْجمع عطفٌ مُقَيّد بالمعية وواو الْعَطف غير مُقَيّد بهَا. فَهَذَا هُوَ الْفرق.

<<  <  ج: ص:  >  >>