وَقدره أَبُو الْفَتْح البعلي: وَإِن لم توصل فَيكون إِن وصلت مثله بِالْبِنَاءِ للْمَفْعُول.
وَأنْشد ابْن عُصْفُور فِي الضرائر الشعرية: قَول ابْن هرمة: الْكَامِل
(
وَعَلَيْك عهد الله إِن بِبَابِهِ ... أهل السيالة إِن فعلت وَإِن لم)
يُرِيد: وَإِن لم تفعل.
وَمثله قَول الآخر: الرجز
(يَا رب شيخ من لكيز ذِي غنم ... فِي كَفه زيغ وَفِي الْفَم فَقُمْ)
أجلح لم يمشط وَقد كَانَ وَلم يُرِيد: وَقد كَانَ وَلم يجلح. ثمَّ قَالَ: وَإِنَّمَا لم يجز الِاكْتِفَاء بلم وَحذف مَا تعْمل فِيهِ إِلَّا فِي الشّعْر لِأَنَّهَا عَامل ضَعِيف فَلم يتصرفوا فِيهَا بِحَذْف معمولها فِي حَال السعَة بل إِذا كَانَ الْحَرْف الْجَار وَهُوَ أقوى فِي الْعَمَل مِنْهُ لِأَنَّهُ من عوامل الْأَسْمَاء وعوامل الْأَسْمَاء أقوى من عوامل الْأَفْعَال لَا يجوز حذف معموله فالأحرى أَن لَا يجوز ذَلِك فِي الْجَازِم.
فَإِن قَالَ قَائِل: فَلم جَازَ الِاكْتِفَاء بلما وَحذف معمولها فِي سَعَة الْكَلَام وَهِي جازمة فَقَالُوا: قاربت الْمَدِينَة وَلما أَي: وَلما أدخلها وَلم يجز ذَلِك فِي لم فَالْجَوَاب أَن تَقول: إِن الَّذِي سوغ ذَلِك فِيهَا كَونهَا نفيا لقد فعل.
أَلا ترى أَنَّك تَقول: فِي نفي قد قَامَ زيد: لم يقم فَحملت لذَلِك على قد فَكَمَا يُقَال: لم يَأْتِ زيد وَكَأن قد أَي: وَكَأن
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute