الطَّوِيل
(مَتى
تأته تعشو إِلَى ضوء ناره ... تَجِد خطباً جزلاً وَنَارًا تأججا)
على أَن جملَة: تعشو جَاءَت حَالا بعد صَرِيح الشَّرْط وَهُوَ تأته وَصَاحب الْحَال الضَّمِير الْمُخَاطب فِي الشَّرْط.
وَالْمعْنَى: مَتى تأته عاشياً أَي: فِي الظلام.
قَالَ الشَّارِح الْمُحَقق: وَيجوز فِي مثله الْبَدَل. أَرَادَ مَا أنْشدهُ سِيبَوَيْهٍ وَهَذَا نَصه فِي بَاب مَا يرْتَفع بَين الجزمين ونيجزم بَينهمَا: أما مَا يرْتَفع بَينهمَا فقولك: إِن تأتني تَسْأَلنِي أعطك وَإِن تَسْأَلنِي تمشي أمش مَعَك. وَذَلِكَ لِأَنَّك أردْت ن تَقول إِن تأتني سَائِلًا يكن ذَلِك وَإِن تأتني مَاشِيا فعلت.
-
وَقَالَ زُهَيْر: الطَّوِيل
(وَمن لَا يزل يستحمل النَّاس نَفسه ... وَلَا يغنها يَوْمًا من الدَّهْر يسأم)
إِنَّمَا أَرَادَ: من لَا يزل مستحملاً يكون من أمره ذَلِك. وَلَو رفع يغنها جَازَ وَكَانَ حسنا كَأَنَّهُ قَالَ: من لَا يزل لَا يُغني نَفسه. وَمِمَّا جَاءَ أَيْضا مرتفعاً قَول الحطيئة:
(مَتى تأته تعشو إِلَى ضوء ناره ... تَجِد حطباً جزلاً وَنَارًا تأججا)
وَسَأَلت الْخَلِيل رَحِمَهُ اللَّهُ عَن قَوْله وَهُوَ عبيد الله بن الْحر: الطَّوِيل
(مَتى تأتنا تلمم بِنَا فِي دِيَارنَا ... تَجِد حطباً جزلاً وَنَارًا وتأججا)
قَالَ: تلمم بدل من الْفِعْل. وَنَظِيره فِي الْأَسْمَاء:
مَرَرْت بِرَجُل عبد الله
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute