لَا هُنَا وَلَا فِي مَوضِع آخر كَمَا يظْهر لَك من نقل كَلَامه بعد هَذَا.
وَقد خبط ابْن المستوفي هُنَا خبط عشواء من وُجُوه فَقَالَ بعد أَن نقل عبارَة الْمفصل: الأول:)
من الْمَسْأَلَتَيْنِ كثير فصحي كَقَوْلِه تَعَالَى: من يضلل الله فَلَا هادي لَهُ ويذرهم.
وَالثَّانِي: لحن لَا يَأْتِي إِلَّا فِي ضَرُورَة شعر لِأَن لأوّل مُحَقّق فِيهِ الْجَزْم موضعا لوُجُود الْفَاء والثَّانِي متوهم فِيهِ الْجَرّ لعدم الْبَاء. هَذَا إِذا ثَبت أَنه رُوِيَ بِفَتْح الْبَاء فِي قَوْله: فَأذْهب وَلَو رُوِيَ بسكونها كَانَ مَعْطُوفًا عَلَيْهِ لفظا وَإِذا فتحت الْبَاء كَانَ
وأكفك مَعْطُوفًا على مَحل الْفَاء لِأَنَّهَا أَحدهَا: أَن الْآيَة لَا مُنَاسبَة لإيرادها هُنَا.
ثَانِيهَا: أَن بَيت زُهَيْر لم يقل أحد إِنَّه من قبيل اللّحن. وَكَيف يسوغ تلحين أهل اللِّسَان لَا سِيمَا زُهَيْر.
ثَالِثهَا: قَوْله: هَذَا إِذا ثَبت أَنه رُوِيَ بِفَتْح الْبَاء ... إِلَخ كَأَنَّهُ لم يثبت عِنْده فتح الْبَاء مَعَ أَنه ثَابت عِنْد جَمِيع الروَاة.
رَابِعهَا: قَوْله: وَلَو روى بسكونها ... إِلَخ يَعْنِي: أَنه يكون عطف أَمر على أَمر. وَفِيه أَنه يخرج حِينَئِذٍ عَن كَونه شعرًا.
خَامِسًا: قَوْله: كَانَ أكفك مَعْطُوفًا على مَحل الْفَاء ... إِلَخ عبارَة قلقة وَحقّ التَّعْبِير: على توهم سُقُوط الْفَاء وَجزم أذهب وَهُوَ الْمُسَمّى عطف التَّوَهُّم والعطف على الْمَعْنى.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute