للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

)

فِي شرح التبريزي: البيتان الأخيران لِابْنِ أبي نمير القتالي من بني مرّة جَاءَ بهما أَبُو تَمام ضلة فِي هَذِه الأبيات وليستا مِنْهَا. وَكَذَا قَالَ أَبُو عبيد الْبكْرِيّ فِي اللآلي شرح أمالي القالي نقلا عَن أبي الْفضل الرياش.

قَوْله: تناهوا واسألوا ... إِلَخ كِلَاهُمَا فعل أَمر من النَّهْي وَالسُّؤَال. والضبارمة بِضَم الْمُعْجَمَة بعْدهَا مُوَحدَة هُوَ الجريء على الْأَعْدَاء. وَيُسمى الْأسد ضبارمة. وَيُقَال: هُوَ الْأسد الوثيق الْخلق الْكثير اللَّحْم.

والنجيد: ذُو النجدة وَهُوَ الْبَأْس والشدة. وأعتبه بِمَعْنى أرضاه. وَلَيْسَ يُرِيد الرِّضَا وَلَكِن يُرِيد: هَل جازيته بِمَا فعل لي لِأَنَّهُ لما جنى عَلَيْهِ فَكَأَنَّهُ استدعى شَره كَمَا يَسْتَدْعِي الرجل الْعُتْبِي من صَاحبه.

يَقُول: كفوا عَمَّا أَنْتُم عَلَيْهِ من تهييج الشَّرّ واسألوا هَذَا الرجل هَل أرضاه الْأسد الْقوي الشَّديد لما تحكك بِهِ وَهل وفاه مَا اسْتَحَقَّه عَلَيْهِ كَابْن أبي لبيد كَانَ أَجْدَر مِنْهُم بِأَن ينَال البغية مِنْهُ لشدَّة شَكِيمَته وقوته فأخفق. يَقُول: سلوه عَن وتره عِنْده هَل نقضه ثمَّ لينهكم ذَلِك عَن الجراءة على مثلي.

وَقَوله: ولستم فاعلين ... إِلَخ حذف مفعول فاعلين وَهُوَ مَا دلّ عَلَيْهِ فِي الْبَيْت قبله تناهوا)

كَأَنَّهُ قَالَ: ولستم فاعلين التناهي. والوقود بِالضَّمِّ: إيقاد النَّار وبالفتح: الْحَطب. والأقصى: الْأَبْعَد. وَهَذَا مثل تمثل بِهِ فِي انْتِهَاء الشَّرّ.

يَقُول: لَسْتُم متناهين عَمَّا أكرهه مِنْكُم حَتَّى يعمكم الشَّرّ ويبلغ الْبلَاء أقْصَى الْمبلغ فيتعدى من الْأَقَارِب إِلَى الأباعد وَمن السقيم إِلَى البريء. وَذكر الْحَطب والوقود هُنَا مثلا لتفاقم الشَّرّ واتساع الْمَكْرُوه.

<<  <  ج: ص:  >  >>