وترجمة عنترة تقدّمت فِي الشَّاهِد الثَّانِي عشر من أَوَائِل الْكتاب.
وَأنْشد بعده الوافر
(سَمِعت النَّاس ينتجعون غيشاً ... فَقلت لصيدح انتجعي بِلَالًا
)
على أَن الْفِعْل التَّالِي لاسم الْعين بعد سمع يجوز أَن لَا يكون بِمَعْنى النُّطْق كَمَا فِي الْبَيْت فَإِن الانتجاع التَّرَدُّد فِي طلب العشب وَالْمَاء وَلَيْسَ قولا والمسموع مُطلق الصَّوْت سَوَاء كَانَ قولا أَو حَرَكَة فَإِن الْمَشْي فِيهِ صَوت تَحْرِيك الْأَقْدَام.
وَكَذَا الانتجاع هُوَ طلاب النجعة وَهِي مَكَان الْمَطَر إِذا أجدبوا. والطلب إِمَّا بالسؤال وَهُوَ قَول أَو بالتردد ذَهَابًا ومجيئاً وَفِيه حركات مسموعة.
وَالشَّارِح الْمُحَقق مَسْبُوق بِهَذَا الِاخْتِيَار.
وَقَالَ ابْن مَالك فِي التسهيل: ألْحقُوا بِرَأْي العلمية الحلمية وَسمع الْمُعَلقَة يعين وَلَا يخبر بعْدهَا إِلَّا بِفعل دَال على صَوت. اه.
وَهَذَا مُخَالف لصريح كَلَام الرضي. وَقَوله فِي أَمَالِيهِ إِن قِيَاس سَمِعتك تمشي على سَمِعت أَنَّك تمشي قِيَاس مَعَ الْفَارِق لِأَنَّهُ بِتَقْدِير الْبَاء وَلَيْسَ من هَذَا الْقَبِيل الَّذِي يدْخل على الْمُبْتَدَأ وَالْخَبَر.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute