أما الأول فَظَاهر. وَأما الثَّانِي فَلِأَن الْمَعْنى أَن الْغمر ثَابت فِي زمن الْجَاهِلِيَّة وَفِي زمن الْإِسْلَام لَا أَنه كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّة وَانْقطع لِأَن الْمَعْطُوف يَأْبَى هَذَا الْمَعْنى.
وَكَذَا كَانَ فِي قَوْلهم: لم يُوجد كَانَ مثلهم فَإِنَّهَا لَو كَانَت دَالَّة على الْمُضِيّ لاقتضى أَنه يُوجد مثلهم الْآن. وَهَذَا خلاف الْمَقْصُود.
وَالْبَيْت من قصيدة للفرزدق هجا بهَا جَرِيرًا. وَقَبله يخاطبه:
(وحسبت بَحر بني كُلَيْب مصدرا ... فغرقت حِين وَقعت فِي القمقام)
فِي حومة غمرت أَبَاك بحورها ... ... ... ... ... إِلَخ قَوْله: أشبهت أمك ... إِلَخ يُرِيد: أشبه عقلك عقل أمك حِين تفاخر بكليب دارماً. وكليب: رَهْط جرير ودارم: فَخذ شرِيف من قَبيلَة تَمِيم.
وأدقة: جمع دَقِيق يُرِيد بِهِ الضَّعِيف الضئيل.
والمتقاعس: الْمُتَأَخر عَن الْمجد والشرف. ولئام: جمع لئيم.
وَقَوله: وحسبت بَحر ... إِلَخ ويروى: وحسبت حَبل بني كُلَيْب يَقُول: ظَنَنْت أَن بني كُلَيْب ينجونك مِمَّا قد وَقعت فِيهِ حِين تعرضت لي. ومصدر: اسْم فَاعل من أصدرته بِمَعْنى رجعته. والقمقام: الْبَحْر.
وَقَوله: فِي جلة غمرت ... إِلَخ اللجة: مُعظم المَاء. وروى بدله: فِي حومة بِمَعْنَاهُ.
قَالَ شَارِح المناقضات: حومة المَاء: مجتمعه ومعظمه وَهُوَ بدل من القمقام. وغمرت: غطت.
والغمر: المَاء الْكثير. وَقد غمره المَاء يغمره أَي: علاهُ.
وَالْبَحْر: المَاء الْكثير وكل نهر عَظِيم. والجاهلية: الزَّمَان الَّذِي كثر فِيهِ الْجُهَّال وَهِي مَا قبل
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute