وَأنْشد بعده وَهُوَ الشَّاهِد الثَّانِي وَالسَّبْعُونَ (الطَّوِيل)
(رفوني وَقَالُوا يَا خويلد لَا ترع ... فَقلت وَأنْكرت الْوُجُوه هم هم)
لما تقدم فِي الْبَيْت قبله أَي هم الَّذين يطردونني وَيطْلبُونَ دمي وَهَذَا الْبَيْت لأبي خرَاش الْهُذلِيّ مطلع قصيدة وَهِي سِتَّة عشر بَيْتا ذكر فِيهَا تفلته من أعدائه حِين صادفهم فِي الطَّرِيق كامنين لَهُ وَسُرْعَة عدوه حَتَّى نجا مِنْهُم روى السكرِي فِي شرح أشعار الهذليين عَن الْأَخْفَش قَالَ خرج أَبُو خرَاش وَأم خرَاش يُريدَان بعض أهلهما فمرا بخزاعة فَلَمَّا رأتهما خُزَاعَة قَالُوا هَذَا أَبُو خرَاش وَامْرَأَته فَلَا تهيجوهما حَتَّى يدنوا منا فَقَالَ أَبُو خرَاش لأم خرَاش
فَإِن سألوك فَقولِي تخلف كَأَنَّهُ يقْضِي حَاجَة وَهُوَ مار بكم فمضت حَتَّى إِذا علم أَبُو خرَاش أَنَّهَا قد جَاوَزت الثَّنية وأمنهم جَاءَ يمشي رويدأ حَتَّى مر فِي وَسطهمْ فَسلم فَردُّوا عَلَيْهِ السَّلَام فَقَالَ مِمَّن أَنْتُم قَالُوا إخْوَتك وَبَنُو عمك فتباعد مِنْهُم فَهموا بِهِ فَعدا وعدوا على إثره فَأَعْجَزَهُمْ وَجعلُوا ينظرُونَ إِلَيْهِ ويرمونه وَنَجَا مِنْهُم ا. هـ.
وَفِي الأغاني بِسَنَدِهِ أَن أَبَا خرَاش الْهُذلِيّ خرج من أَهله هُذَيْل يُرِيد مَكَّة فَقَالَ لزوجته أم خرَاش وَيحك إِنِّي أُرِيد مَكَّة لبَعض الْحَاجة وَإِن بني الديل يطلبونني بترات فإياك أَن تذكريني فَخرج بهَا وَكَمن لِحَاجَتِهِ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute