يكون التَّقْدِير فِيهَا: هِيَ مستمرة على الْخَسْف فِي كل حَال إِلَّا حَال الإناخة فَإِنَّهَا تكون حِينَئِذٍ ذَات رَاحَة. وَهَذَا غير مُرَاد الشَّاعِر إِذْ مُرَاده وصف هَذِه الْإِبِل بِأَنَّهَا لَا تتخلص من تَعب إِلَّا إِلَى مثله فَلَيْسَ لَهَا حَال رَاحَة أصلا.
وسيبويه قد أورد هَذَا الْبَيْت فِي بَاب أَو الَّتِي ينْتَصب بعْدهَا الْمُضَارع بإضمار أَن قَالَ: وَلَو رفعت لَكَانَ عَرَبيا جَائِزا على وَجْهَيْن: على أَن تشرك بَين الأول وَالْآخر وعَلى أَن يكون مَقْطُوعًا من الأول. قَالَ تَعَالَى: ستدعون إِلَى قوم أولي بَأْس شَدِيد تقاتلونهم أَو يسلمُونَ إِن شِئْت كَانَ على الْإِشْرَاك وَإِن شِئْت كَانَ على: أَو وهم يسلمُونَ.
وَقَالَ ذُو الرمة: فَإِن شِئْت كَانَ على لَا تنفك ترمي أَو على الِابْتِدَاء. انْتهى.
يُرِيد بِالْأولِ الْعَطف على خبر تنفك وَبِالثَّانِي الْقطع.
قَالَ النّحاس: سَأَلت عَنهُ عليا يَعْنِي الْأَخْفَش الصَّغِير فَقَالَ: لَك أَن تجْعَل
نرمي مَعْطُوفًا وَلَك أَن تقطعه وَلَك أَن تقدر أَو بِمَعْنى إِلَى أَن وتسكن الْيَاء فِي مَوضِع نصب.
وَالْبَيْت من قصيدة طَوِيلَة لذِي الرمة يُقَال لَهَا: أحجية الْعَرَب. وأولها:
(لقد جشأت نَفسِي عَشِيَّة مشرف ... وَيَوْم لوى حزوى فَقلت لَهَا: صبرا)
(نَحن إِلَى مي كَمَا حن نَازع ... دَعَاهُ الْهوى فارتاد من قَيده قصرا)
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute