أَو رجل فقد بدأت بنكرة فَلَا يَسْتَقِيم أَن تخبر الْمُخَاطب عَن المنكور. وَلَا يبْدَأ بِمَا فِيهِ يكون اللّبْس وَهُوَ النكرَة.
أَلا ترى أَنَّك لَو قلت: كَانَ حَلِيمًا أَو كَانَ رجل مُنْطَلقًا كنت تلبس لِأَنَّهُ لَا يستنكر أَن يكون إِنْسَان هَكَذَا. فكرهوا أَن يبدؤوا باللبس ويجعلوا الْمعرفَة خَبرا
لما يكون فِي هَذَا اللّبْس.
وَقد يجوز فِي الشّعْر فِي ضعف من الْكَلَام. حملهمْ على ذَلِك أَنه فعل بِمَنْزِلَة ضرب وَأَنه قد يعلم إِذا ذكرت زيدا وَجَعَلته خَبرا أَنه صَاحب الصّفة على ضعف من الْكَلَام.
وَذَلِكَ قَول خِدَاش بن زُهَيْر: الوافر
(فَإنَّك لَا تبالي بعد حول ... أظبي كَانَ أمك أم حمَار)
وَقَالَ حسان: الوافر
(كَأَن سبيئة من بَيت رَأس ... يكون مزاجها عسل وَمَاء)
وَقَالَ أَبُو قيس بن الأسلت الْأنْصَارِيّ: الوافر وَقَالَ الفرزدق: