إِذْ المُرَاد الْإِخْبَار عَن أكرمها بِأَنَّهُ ألأم الْأَحْيَاء وَعَن وافيها بِأَنَّهُ أغدر النَّاس لَا الْعَكْس انْتهى المُرَاد مِنْهُ وَقد منع الْكُوفِيُّونَ تَأْخِير الْمُبْتَدَأ قَالَ ابْن الْأَنْبَارِي فِي الْإِنْصَاف ذهب الْكُوفِيُّونَ إِلَى أَنه لَا يجوز تَقْدِيم خبر الْمُبْتَدَأ عَلَيْهِ مُفردا كَانَ أَو جملَة فَالْأول نَحْو قَائِم زيد وَالثَّانِي نَحْو أَبوهُ قَائِم زيد وَأَجَازَهُ البصريون لمجيئه فِي كَلَام الْعَرَب نظما ونثرا وَمن النّظم قَوْله بنونا بَنو أَبْنَائِنَا الْبَيْت وَأطَال الْكَلَام فِيهِ وَهَذَا الْبَيْت لَا يعرف قَائِله مَعَ شهرته فِي كتب النُّحَاة وَغَيرهم قَالَ الْعَيْنِيّ وَهَذَا الْبَيْت اسْتشْهد بِهِ النُّحَاة على جَوَاز تَقْدِيم الْخَبَر والفرضيون على دُخُول أَبنَاء الْأَبْنَاء فِي الْمِيرَاث وَأَن الانتساب إِلَى الْآبَاء وَالْفُقَهَاء كَذَلِك فِي الْوَصِيَّة وَأهل الْمعَانِي وَالْبَيَان فِي التَّشْبِيه وَلم أر أحدا مِنْهُم عزاهُ إِلَى قَائِله ا. هـ.
وَرَأَيْت فِي شرح الْكرْمَانِي فِي شرح شَوَاهِد الكافية للخبيصي أَنه قَالَ هَذَا الْبَيْت قائلة أَبُو فراس همام الفرزدق بن غَالب ثمَّ تَرْجمهُ وَالله أعلم بِحَقِيقَة الْحَال وَأنْشد بعده وَهُوَ الشَّاهِد الرَّابِع وَالسَّبْعُونَ قَول أبي تَمام (الطَّوِيل)
(لعاب الأفاعي القاتلات لعابه ... وأري الجنى اشتارته أيد عواسل)
لما تقدم فِي الْبَيْت قبله أَي لعابه مثل لعاب الأفاعي
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute