وَأَبُو تَمام الطَّائِي مَضَت تَرْجَمته فِي الشَّاهِد الرَّابِع وَالْخمسين وَلم يُورد الشَّارِح الْمُحَقق بَيته هُنَا شَاهدا وَإِنَّمَا أوردهُ نظيرا لما قبله وَأما ابْن الزيات الَّذِي مدحه أَبُو تَمام بِهَذِهِ القصيدة فَهُوَ أَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بن عبد الْملك بن أبان الْمَعْرُوف بِابْن الزيات كَانَ جده أبان من قَرْيَة يُقَال لَهَا الدسكرة يجلب الزَّيْت وَكَانَ مُحَمَّد من أهل الْأَدَب فَاضلا عَالما بالنحو واللغة وَلما قدم الْمَازِني بَغْدَاد فِي أَيَّام المعتصم كَانَ أَصْحَابه وجلساؤه يحْضرُون بَين يَدَيْهِ فِي علم النَّحْو فَإِذا اخْتلفُوا فِيمَا يَقع فِيهِ الشَّك يَقُول لَهُم الْمَازِني ابْعَثُوا إِلَى هَذَا الْفَتى الْكَاتِب يَعْنِي مُحَمَّد بن عبد الْملك فَاسْأَلُوهُ واعرفوا جَوَابه وَكَانَ يصوب جَوَابه فعلا شَأْنه بذلك وَكَانَ فِي أول أمره من جملَة الْكتاب وَكَانَ أَحْمد بن عمار الْبَصْرِيّ وَزِير المعتصم فورد على المعتصم كتاب من بعض الْأَعْمَال فقرأه الْوَزير عَلَيْهِ فَإِذا فِي الْكتاب ذكر الْكلأ فَقَالَ لَهُ المعتصم مَا الْكلأ فَقَالَ لَا أعلم فَقَالَ المعتصم خَليفَة أُمِّي ووزير عَامي ثمَّ قَالَ أبصروا من بِالْبَابِ من الْكتاب فوجدوا مُحَمَّد بن عبد الْملك فَقَالَ لَهُ مَا الْكلأ فَقَالَ هُوَ العشب على الْإِطْلَاق فَإِن كَانَ رطبا فَهُوَ الخلا وَإِذا يبس فَهُوَ الْحَشِيش وَشرع فِي تَقْسِيم أَنْوَاع النَّبَات فَعلم المعتصم فَضله فاستوزره وَحكمه وَبسط يَده ومدحه أَبُو تَمام بقصائد ومدحه البحتري بقصيدته الدالية وَأحسن فِي وصف خطه وبلاغته
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute