للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وَمَا بَينهمَا فاعبده} قَالَ إِن رب خبر مُبْتَدأ أَي هُوَ رب السَّمَاوَات كَمَا فِي خولان

بِالرَّفْع أَي هَؤُلَاءِ خولان وخولان حَيّ بِالْيمن وروى فانكح فتاتها لِأَنَّهُ أَرَادَ الْقَبِيلَة وجملتا هَذِه خولان فانكح فَتَاتهمْ فِي مَحل نصب على أَنَّهَا مقول القَوْل وَإِنَّمَا عمل فِيهَا النصب وَهُوَ قائلة لاعتماده على الْمَوْصُوف الْمُقدر أَي رب امْرَأَة قائلة وَبِه يدْفع مَا يرد عَلَيْهِ من أَن مجرور رب غير مَوْصُوف بِشَيْء مَعَ أَن وَصفه وَاجِب فَإِن الْمَجْرُور هُوَ الْوَصْف والموصوف مَحْذُوف أَو تَقول الصّفة محذوفة أَي رب قائلة قَالَت لي لَكِن يرد عَلَيْهِ أَن مَا بعد رب يلْزمه الْمُضِيّ وَالْوَصْف هُنَا مُسْتَقْبل بِدَلِيل إعماله وَيدْفَع أَيْضا بِأَنَّهُ أَرَادَ حِكَايَة الْحَال الْمَاضِيَة بِدَلِيل أَن الْمَعْنى قد قيل لي ذَلِك فِيمَا مضى وَلَيْسَ المُرَاد أَنه يُقَال لي هَذَا فِيمَا يسْتَقْبل أَو أَنه مَاض وَعمل على مَذْهَب الْكسَائي قَالَ ابْن هِشَام فِي الْمُغنِي وَسمع أَعْرَابِي يَقُول بعد انْقِضَاء رَمَضَان رب صائمه لن يَصُومهُ وَيَا رب قائمه لن يقومه وَهُوَ مِمَّا تمسك بِهِ الْكسَائي على إِعْمَال اسْم الْفَاعِل الْمُجَرّد بِمَعْنى الْمَاضِي وَرب هُنَا للتكثير وَهِي حرف جر لَا يتَعَلَّق بِشَيْء وَالْفِعْل المعدى مَحْذُوف أَي رب قائلة هَذَا القَوْل أدركتها ورأيتها فمجرور رب جَاءَ فِي مَحل رفع على الِابْتِدَاء أَو فِي مَحل نصب على المفعولية على شريطة التَّفْسِير وَإِن قدرت أدْركْت فمحله نصب لَا غير وَقَوله وأكرومة الْحَيَّيْنِ خلو الأكرومة فعل الْكَرم مصدر بِمَعْنى اسْم الْمَفْعُول أَي ومكرمة الْحَيَّيْنِ وَأَرَادَ بالحيين حَيّ أَبِيهَا وَحي أمهَا والخلو بِكَسْر الْخَاء الْمُعْجَمَة الَّتِي لَا زوج لَهَا وَهَذِه الْجُمْلَة الظَّاهِر أَنَّهَا فِي مَحل نصب على الْحَال وَالْمعْنَى رب قائلة قَالَت لي هَؤُلَاءِ خولان فانكح فتاتها فَقلت كَيفَ أنْكحهَا وأكرومة الْحَيَّيْنِ خَالِيَة عَن الزَّوْج قيل

<<  <  ج: ص:  >  >>