الأخطل فصادف عَلَيْهِ جمَاعَة كَثِيرَة من تغلب فَقتل مِنْهُم مقتلة عَظِيمَة وَأخذ الأخطل وَعَلِيهِ عبائة وسخة فظنوه عبدا وَسُئِلَ فَقَالَ: أَنا عبد فَخلوا سَبيله
فخشي أَن يرَاهُ من يعرفهُ فَرمى بِنَفسِهِ فِي جب فَلم يزل فِيهِ حَتَّى انصرفت القيسية فنجا وَقتل أَبوهُ غوث وأسرف الجحاف فِي الْقَتْل وشق الْبُطُون عَن الأجنة وَفعل أمرا عَظِيما. فَلَمَّا عَاد عَنْهُم قدم الأخطل على عبد الْملك فأنشده: الطَّوِيل
(لقد أوقع الجحاف بالبشر وقْعَة ... إِلَى الله مِنْهَا المشتكى والمعول)
والبشر بِكَسْر الْمُوَحدَة وَسُكُون الْمُعْجَمَة: اسْم مَاء. فَطلب عبد الْملك الجحاف فهرب إِلَى الرّوم فَكَانَ يتَرَدَّد فِيهَا ثمَّ بعث إِلَى بطانة عبد الْملك من قيس فطلبوا لَهُ الْأمان فآمنه فَلَمَّا ثمَّ تنسك الجحاف وَصلح وَمضى حَاجا فَتعلق بِأَسْتَارِ الْكَعْبَة وَجعل يَقُول: اللَّهُمَّ اغْفِر لي وَمَا أَظُنك تفعل فَسَمعهُ مُحَمَّد بن الْحَنَفِيَّة فَقَالَ: يَا شيخ قنوطك شَرّ من ذَنْبك.
وَمن هُنَا نرْجِع إِلَى شرح الأبيات. فَقَوله: بَكَى دوبل هُوَ اسْم الأخطل. قَالَ شَارِحه: كَانَ الأخطل يلقب بِهِ صَغِيرا. وبكاؤه لقَوْله: لقد أوقع الجحاف بالبشر وقْعَة ... ... ... ... الْبَيْت وَابْن منادى. والقلس بِفَتْح الْقَاف: حَبل ضخم من لِيف أَو خوص أَرَادَ بِهِ زنار النَّصَارَى.
والجحاف بِفَتْح الْجِيم وَتَشْديد
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute