للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَبقول الآخر: المتقارب

(فَإِن يكن الْمَوْت أفناهم ... فللموت مَا تَلد الوالده)

وَقَالَ ابْن هِشَام فِي الْمُغنِي: وَأنكر البصريون وَمن تَبِعَهُمْ لَام الْعَاقِبَة. قَالَ الزَّمَخْشَرِيّ: وَالتَّحْقِيق أَنَّهَا لَام الْعلَّة وَأَن التَّعْلِيل فِيهَا وَارِد على طَرِيق الْمجَاز دون

الْحَقِيقَة. وَبَيَانه: أَنه لم يكن داعيهم إِلَى غير أَن ذَلِك لما كَانَ نتيجة التقاطهم لَهُ وثمرته شبهه بالداعي الَّذِي يفعل الْفِعْل لأَجله فَاللَّام مستعارة لما يشبه التَّعْلِيل كَمَا استعير الْأسد لمن يشبه الْأسد. انْتهى.

وَفهم مِنْهُ أَن اللَّام فِي هَذِه الأبيات للتَّعْلِيل. وَجعلهَا من فروع الِاخْتِصَاص أولى لِأَن التَّعْلِيل أَيْضا من فروع الِاخْتِصَاص.

وَهَذَا المصراع من أَبْيَات فِي الدِّيوَان الْمَنْسُوب إِلَى عَليّ بن أبي طَالب رَضِيَ اللَّهُ عَنْه وَهِي: الوافر

(عجبت لجازع باك مصاب ... بِأَهْل أَو حبيب ذِي اكتئاب)

(شَقِيق الجيب دَاعِي الويل جهلا ... كَأَن الْمَوْت كالشيء العجاب)

(وَسوى الله فِيهِ الْخلق حَتَّى ... نَبِي الله عَنهُ لم يحاب)

(لَهُ ملك يندي كل يَوْم ... لدوا للْمَوْت وَابْنُوا للخراب

<<  <  ج: ص:  >  >>