وَقَالَ: رب فِيهِ خَفِيفَة. وَرَوَاهُ وَأنْشد: الوافر
(أَلا رب نَاصِر لَك من لؤَي ... كريم لَو تناديه أجابا)
وَتقول الْعَرَب: رب بِالتَّشْدِيدِ وَرب بِالتَّخْفِيفِ وَرب رجل فيسكنون الْبَاء ثمَّ يَقُولُونَ: رُبَّت رجل ورُبَتَ رجل ورَبَّ رجل فيفتحون الرَّاء ويشددون وَرُبمَا رجل مشدد ومخفف وربتما فيفتحون. حكى ذَلِك قطرب. انْتهى.)
وَبِهَذَا النَّقْل يرد على أبي عَليّ وعَلى ابْن يعِيش فِي قَوْله تبعا لَهُ: إِنَّهُم قَالُوا: رب بِضَم الرَّاء وَفتح الْبَاء خَفِيفَة وَيحْتَمل ذَلِك وُجُوهًا: أَحدهَا: أَنهم حذفوا إِحْدَى الباءين تَخْفِيفًا كَرَاهِيَة التَّضْعِيف وَكَانَ الْقيَاس أَن يسكن آخرهَا لِأَنَّهُ لم يلتق فِيهَا ساكنان كَمَا فعلوا بإن ونظائرها حِين خففوها إِلَّا أَن المسموع رب بِالْفَتْح نَحْو قَوْله: رب هيضل لجل لففت بهيضل كَأَنَّهُمْ أَبقوا الفتحة مَعَ التَّخْفِيف دلَالَة على أَنَّهَا كَانَت مثقلة مَفْتُوحَة.
وَيُمكن أَن يكون إِنَّمَا فتح بَاء رب لِأَنَّهُ لما لحقه الْحَذف وتاء التَّأْنِيث أشبهت الْأَفْعَال الْمَاضِيَة ففتحت.
وَقد قَالُوا: رب بِالتَّخْفِيفِ وَسُكُون الْبَاء على الْقيَاس حذفوا المتحرك لِأَنَّهُ أبلغ فِي التَّخْفِيف.
انْتهى.
وَقد نقض أول كَلَامه بِآخِرهِ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute