للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَالْبَيْت من أَبْيَات أَرْبَعَة أوردهَا أَبُو تَمام فِي بَاب المراثي من الحماسة لأبي عَطاء السندي رثى بهَا يزِيد بن هُبَيْرَة الْفَزارِيّ وَهِي:

(

أَلا إِن عينا لم تَجِد يَوْم وَاسِط ... عَلَيْك بجاري دمعها لجمود)

(عَشِيَّة قَامَ النائحات وشققت ... جُيُوب بأيدي مأتم وخدود)

(فَإنَّك لم تبعد على متعهد ... بلَى كل من تَحت التُّرَاب بعيد)

وَقيل رثاه بهَا معن بن زَائِدَة الشَّيْبَانِيّ وَكَانَ من أَتبَاع ابْن هُبَيْرَة وَمن أكبر أعوانه فِي الحروب وَغَيرهَا.

وَابْن هُبَيْرَة مولده الشَّام فِي سنة سبع وَثَمَانِينَ ولي قنسرين للوليد بن يزِيد بن عبد الْملك وَكَانَ مَعَ مَرْوَان بن مُحَمَّد آخر مُلُوك بني أُميَّة يَوْم غلب على دمشق وَجمع لَهُ ولَايَة العراقين فَلَمَّا أَدْبَرت دولة بني مَرْوَان خرج قَحْطَبَةَ بن شبيب فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَمِائَة أحد دعاة بني الْعَبَّاس فِي جيوش خُرَاسَان ثمَّ وَلَده الْحسن من بعده فهزموه وَلحق ابْن هُبَيْرَة بِمَدِينَة وَاسِط فحاصره أَبُو جَعْفَر الْمَنْصُور مَعَ الْحسن وَجَرت السفراء بَين أبي جَعْفَر وَابْن هُبَيْرَة حَتَّى جعل لَهُ أَمَانًا وَكتب بِهِ كتابا.

فَمَكثَ يشاور فِيهِ الْعلمَاء أَرْبَعِينَ لَيْلَة حَتَّى رَضِي بِهِ ابْن هُبَيْرَة ثمَّ أنفذه إِلَى أبي جَعْفَر فأنفذه)

أَبُو جَعْفَر إِلَى أَخِيه السفاح فَأمره بإمضائه لَهُ.

وَلما تمّ الْكتاب خرج ابْن هُبَيْرَة إِلَى أبي جَعْفَر فِي ألف وثلثمائة فَأَرَادَ أَن يدْخل الْحُجْرَة على دَابَّته فَقَامَ إِلَيْهِ الْحَاجِب فَقَالَ: مرْحَبًا أَبَا خَالِد انْزِلْ راشداً وَقد أطاف بالحجرة عشرَة آلَاف من أهل خُرَاسَان. فَنزل ودعا لَهُ بوسادة ثمَّ قَالَ لَهُ الْحَاجِب: ادخل أَبَا خَالِد.

<<  <  ج: ص:  >  >>