للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَأورد ابْن الْحباب السَّعْدِيّ فِي كتاب مساوي الْخمر حِكَايَة مُنَاسبَة رَأينَا إيرادها هُنَا قَالَ: ذكر بديع الزَّمَان الهمذاني أَنه لاعب أَبَا سعيد خَليفَة أبي عَليّ الْحُسَيْن بن أَحْمد بجرجان الشطرنج على خاتمين قمره البديع عَلَيْهِمَا فَأبى أَن يُعْطِيهِ إيَّاهُمَا فَذكر قصَّة طَوِيلَة أفضت الْحَال فِيهَا بَينهمَا بعد مراسلات بِهِجَاء من البديع وإغلاظ من الآخر إِلَى أَن اجْتمع هُوَ والبديع على مائدة صَاحب أبي عَليّ الْحُسَيْن.

قَالَ البديع: وَكَانَ هَذَا الرجل أَقرع وَلم يكن أحد يَجْسُر أَن يذكر بِحَضْرَتِهِ القرع وَلَا الْقرعَة وَلَا تقارع الأقران وَلَا الْأَقْرَع بن حَابِس وَلَا بني قريع وَلَا يقْرَأ سُورَة القارعة. فَلَمَّا وضعت الْمَائِدَة

(

مهلا أَبيت اللَّعْن لَا تَأْكُل مَعَه ... استقذرته وتجنب قرعه)

(فَإِنَّهُ ينحي عَلَيْهَا إصبعه ... يحك تِلْكَ الهامة الملمعه)

(لَا تدنه وَذَلِكَ الرَّأْس مَعَه ... ومره إِن أدنيته أَن يَضَعهُ)

(إِن لم يزايل عَن حماك مَوْضِعه ... فارسم لفراشك ذَا أَن يصفعه)

قَالَ: فأطرقت الْجَمَاعَة وَبَقِي الْأُسْتَاذ داهشاً ثمَّ قَالَ: يَا مولَايَ إِن لم يحتشمني مَا يحتشم الْمَائِدَة فَقلت لَهُ: أَطَالَ الله بَقَاءَك مَا أسْرع

<<  <  ج: ص:  >  >>