للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بل بلد ملْء الفجاج قتمه وَلَا يَدعِي أحد أَن بل عوض من رب. فَإِذا صَحَّ هَذَا وَثَبت فِي الْفَاء وبل كَانَت الْوَاو مَحْمُولَة على حكمه. انْتهى.

وَرِوَايَة بَيت جميل بالخزم وَهُوَ زِيَادَة الْوَاو فِي أَوله هُنَا رِوَايَة غير مَشْهُورَة وَبهَا يخرج الْبَيْت ولظاه: مُبْتَدأ وَالْهَاء ضمير ذِي حنق. وَجُمْلَة: تكَاد تلتهب خَبره وكل مِنْهُمَا مُسْند إِلَى ضمير مؤنث يعود إِلَى اللظى فهما بِالْمُثَنَّاةِ الْفَوْقِيَّة. وَجوز الشمني بِالْمُثَنَّاةِ التَّحْتِيَّة مسندين إِلَى ضمير مُذَكّر يعود إِلَى اللظى لاكتسابه التَّذْكِير من الضَّمِير الْمُضَاف إِلَيْهِ.)

وَعلي مُتَعَلق بتلتهب وَقيل: مُتَعَلق بلظاه لما فِيهِ من معنى الاشتداد والتوقد. وَفِيه نظر لِأَن الْمَعْنى لَيْسَ عَلَيْهِ. واللظى: النَّار استعيرت للحنق بِفَتْح الْمُهْملَة وَالنُّون وَهُوَ الغيظ وَقيل: شدته. وَهلك جَاءَ من بَابي ضرب وَعلم.

وَذُو بِمَعْنى صَاحب وَالْفَاء مَعهَا للربط للجواب بِالشّرطِ فَإِنَّهَا تجب مَعَ كل جَوَاب لَا يَصح وُقُوعه شرطا وَالْجَوَاب هُنَا فِي الْحَقِيقَة هُوَ جَوَاب رب وَهُوَ

مخضت أول الْبَيْت الْآتِي. وَإِنَّمَا قدمت رب عَلَيْهِ لِأَن لَهَا الصَّدْر وَرب تحذف بعد الْفَاء مُطلقًا سَوَاء كَانَت فَاء الْجَواب كَمَا هُنَا أَو عاطفة كَمَا فِي قَول امْرِئ الْقَيْس:

(فمثلك حُبْلَى قد طرقت ومرضع ... فألهيتها عَن ذِي تمائم محول)

قَالَ ابْن هِشَام فِي بحث الْفَاء من الْمُغنِي: السَّادِسَة أَي: من الْمسَائِل الَّتِي تكون فِيهَا الْفَاء رابطة للجواب حَيْثُ لَا يَصح أَن يَقع شرطا: أَن يقْتَرن بِحرف لَهُ الصَّدْر كَقَوْلِه:

<<  <  ج: ص:  >  >>