للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَمَا ذكره ابْن عُصْفُور أقرب وَهُوَ كَلَام أبي عَليّ كَمَا ظهر من نقل ابْن هِشَام.

وَاعْلَم أَنه يُقَال: نشدتك بِاللَّه ونشدتك الله على نزع الْخَافِض وَالنّصب وَمَعْنَاهُ سَأَلتك بِاللَّه وَقَالَ ابْن مَالك فِي شرح التسهيل: معنى قَول الْقَائِل نشدتك الله: سَأَلتك مذكراً الله. وَمعنى عمرتك الله: سَأَلت الله تعميرك ثمَّ ضمنا معنى الْقسم الطلبي.

قَالَ أَبُو حَيَّان فِي شَرحه: إِن عَنى المُصَنّف أَنه تَفْسِير معنى لَا إِعْرَاب فممكن وَإِن عَنى أَنه تَفْسِير إِعْرَاب فَلَيْسَ كَذَلِك بل نشدتك الله انتصاب الْجَلالَة فِيهِ على إِسْقَاط الْخَافِض فنصبه لَيْسَ بمذكر.

وَأما عمرتك الله فَلفظ الْجَلالَة فِيهِ مَنْصُوب بِإِسْقَاط الْخَافِض أَيْضا وَالتَّقْدِير:

عمرتك بِاللَّه أَي: ذكرتك تذكيراً يعمر الْقلب وَلَا يَخْلُو مِنْهُ. انْتهى.

وَلَا يخفى أَنه أَرَادَ تفسيرهما لُغَة قبل أَن يضمنا مَا ذكره. وَقَوله: ثمَّ ضمنا يدْفع أَن يكون أَرَادَ تَفْسِير الْإِعْرَاب.

وعمرتك الله بتَشْديد الْمِيم. واستعملوا عمرك الله بَدَلا من اللَّفْظ بعمرتك الله. قَالَ الشَّاعِر:

(عمرك الله يَا سعاد عديني ... بعض مَا أَبْتَغِي وَلَا تؤيسيني)

<<  <  ج: ص:  >  >>