للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَوجه آخر وَهُوَ أَن الْعَطف فِي الْجَانِب الْأَيْسَر فَقَالَ لَهُ: كن فِي الْجَانِب الَّذِي

أَنا معني بِهِ. وَقيل إِنَّمَا قَالَ: كن عَن شمَالي لِأَنَّهُ مَوضِع المعان الْمَنْصُور واليمنى مَوضِع النَّاصِر يُقَال: أَنا على يَمِينك وَعَن يَمِينك أَي: ناصرك. كَأَنَّهُ أمره أَن يكون على ميسرَة الْجَيْش وَيكون على الميمنة لأَنهم يجْعَلُونَ على ميمنة الْعَسْكَر كل موثوق بِهِ. وَهَذَا أحسن وَجه.

وَقَالَ الْخَطِيب التبريزي: قَالَ أَبُو رياش: كَانَ من خبر هَذِه الأبيات أَن زيد الفوارس أقبل هُوَ وعلقمة بن مرهوب وَرجل من بني هَاجر وَرجل من بني صبيح وَحسان بن الْمُنْذر بن ضرار حَتَّى نزلُوا ببني جديلة من طَيئ وَكَانَ بَنو جديلة قد ولدُوا جَبَّار بن صَخْر بن ضرار فَأبى زيد وعلقمة أَن ينزلا مَعَ حسان وركبا وُجُوههمَا.

فَقَالَ أَوْس بن حَارِثَة بن لأم لحسان: من هَذَانِ مَعَك قَالَ: زيد الفوارس وعلقمة بن مرهوب.

فَقَالَ لِابْنِهِ قيس بن أَوْس: اركب فارددهما عَليّ.

فَركب فَقَالَ: إِن أبي يقسم عَلَيْكُمَا لترجعان. فأبيا فَأَغْلَظ لَهما فَرجع إِلَيْهِ زيد فَقتله فَلَمَّا رأى ذَلِك ابْن مرهوب وَكَانَ مصارماً لزيد قَالَ: يَا زيد أذكرك الله أَن تتركني. فربع عَلَيْهِ فَلَمَّا أَبْطَأَ على أَوْس ابْنه تحذر حسان الَّذِي كَانَ عِنْده فَركب هُوَ وصاحباه فَلَمَّا انْتَهوا إِلَى زيد وَرَأَوا مَا صنع قَالَ لبريمة وَهُوَ أَهْون من مَعَه: ارْجع إِلَى دِرْعِي نسيتهَا عِنْد أَوْس فأتني بهَا فَرجع بريمة إِلَيْهِ فَقَالَ لَهُ: من أَنْت فَقَالَ: أَنا ابْن ضرار. فَقتله وَقَالَ: كريم بكريم.

وَقيل إِن قيس بن أَوْس لما لحق زيدا ناداه: يَا زيد ارْجع فَقَالَ زيد: إلام أرجع فَقَالَ قيس: وَاللات والعزى لأردنك أَسِيرًا إِلَى نسْوَة تركتهن. فَقتله زيد وَقَالَ: تألى ابْن أَوْس حلفة ... ... . . الأبيات. انْتهى.)

<<  <  ج: ص:  >  >>