للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أَي: لقد نَامُوا. وَكَذَلِكَ قَالَ ابْن هِشَام فِي الْمُغنِي: قَالَ الْجَمِيع: حق الْمَاضِي الْمُثبت المجاب بِهِ الْقسم أَن يقرن بِاللَّامِ.

وَقد قيل فِي: أَصْحَاب الْأُخْدُود: إِنَّه جَوَاب الْقسم على إِضْمَار اللَّام وَقد جَمِيعًا للطول.

وَقَالَ: حَلَفت لَهَا بِاللَّه حلفةً ... ... ... ... . الْبَيْت أَي: لقد نَامُوا. فأضمر قد.

قَالَ ابْن جني: وَأما قَوْله تَعَالَى: وَلَئِن أرسلنَا ريحًا الْآيَة. فَقَالَ الْخَلِيل: مَعْنَاهَا ليظلن فأوقع الْمَاضِي موقع الْمُسْتَقْبل.

وَقَالَ ابْن هِشَام: زعم قوم أَن قد هُنَا مضمرة وَهُوَ سَهْو لِأَن ظلوا مُسْتَقْبل لِأَنَّهُ مُرَتّب على الشَّرْط وساد مسد جَوَابه فَلَا سَبِيل فِيهِ إِلَى قد إِذْ الْمَعْنى ليظلن. وَلَكِن النُّون لَا تدخل فِي الْمَاضِي.

ثَالِثهَا: إِن كَانَ الْمَاضِي قَرِيبا من زمن الْحَال أدخلت عَلَيْهِ اللَّام وَقد نَحْو: تالله لقد آثرك الله علينا. وَإِن كَانَ بعيداُ من زمن الْحَال أدخلت عَلَيْهِ اللَّام وَحدهَا كَهَذا الْبَيْت. وَهَذَا مَذْهَب ابْن عُصْفُور وَمن تبعه.

-

قَالَ ابْن هِشَام: وَالظَّاهِر فِي الْآيَة وَالْبَيْت عكس مَا قَالَ إِذْ المُرَاد فِي الْآيَة: لقد فضلك الله علينا بِالصبرِ وسيرة الْمُحْسِنِينَ وَذَلِكَ مَحْكُوم بِهِ فِي الْأَزَل وَهُوَ متصف بِهِ مذ عقل. وَالْمرَاد فِي)

الْبَيْت أَنهم نَامُوا قبل مَجِيئه.

أَقُول وَرُبمَا أوردهُ إِنَّمَا هُوَ بِحَسب نفس الْأَمر فيهمَا وَأما بِحَسب الْوُقُوع والظهور فزمان الإيثار حَالي قطعا. وَمُرَاد الشَّاعِر أَنهم استغرقوا فِي النّوم لَا أَنهم فِي أول النّوم. وَهَذِه الْإِرَادَة كَاذِبَة فِي نفس الْأَمر وَإِنَّمَا قَالَهَا للْمَرْأَة لتأمن انتباههم فتطاوعه. وَيدل على مَا قُلْنَا قَوْله: حَلَفت لَهَا بِاللَّه حلفة فَاجر وَلَو كَانَ مُرَاده أَنهم فِي أَوَائِل نومهم لنفرها عَن المطاوعة. فَتَأمل.

<<  <  ج: ص:  >  >>