للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الْمَشْهُورَة الَّتِي لَا خَفَاء بهَا. وَكَذَا قَالَ التبريزي فِي تَهْذِيب الْإِصْلَاح: الشادخة: الْغرَّة الَّتِي يكنى بهَا عَن الْأَمر الشهير وَكَذَا المحجلة من التحجيل وَهُوَ بَيَاض القوائم. وهم يَقُولُونَ فِي الشَّيْء الْمَشْهُور: هُوَ أغر محجل.

وَقَوله: وَأي أَمر سيئ ... إِلَخ يرْوى بِالْوَاو وبالفاء. والسيئ كسيد من السوء وَهُوَ الْفِعْل المتصف بِهِ. وَصفه بالغدر وَقلة الْمَعْرُوف وَأَنه ضيق على أَبِيه فَقتله وَركب الخطة الشنعاء الشهيرة وَلم يرع ذمام جاراته بل انتهك حرمتهن وَمَا ترك أمرا ذَمِيمًا إِلَّا ارْتَكَبهُ.

وَرُوِيَ: أَنه كَانَ إِذا أَعْجَبته امْرَأَة من قيس أرسل إِلَيْهَا فاغتصبها حَتَّى قَالَ بعض الكلابيين:

(يَا أَيهَا الْملك الْمخوف أما ترى ... لَيْلًا وصبحاً كَيفَ يعتقبان)

(هَل تَسْتَطِيع الشَّمْس أَن تَأتي بهَا ... لَيْلًا وَهل لَك بالمليك يدان))

(اعْلَم وأيقن أَن ملكك زائل ... وَاعْلَم بِأَن كَمَا تدين تدان)

وَفِي الْبَيْت الْأَخير إقواء.

وَكَانَ منشأ تِلْكَ الأبيات مَا رَوَاهُ أَبُو مُحَمَّد الْأَعرَابِي فِي ضَالَّة الأديب قَالَ: كَانَ من قصَّة الشّعْر أَن الْمُنْذر بن مَاء السَّمَاء وَهُوَ ذُو القرنين ملك الْحيرَة اللَّخْمِيّ دَعَا ذَات يَوْم النَّاس فَقَالَ: من يهجو الْحَارِث بن جبلة الغساني. فَقَالُوا:

حَرْمَلَة بن عسلة المري فَقَالَ: يَا حَرْمَلَة اهجه وَلَك مائَة من الْإِبِل.

فَقَالَ: أَبيت اللَّعْن إِنَّهُم أخوالي وَإنَّهُ لَا يَنْبَغِي لي أَن أهجوهم. فتوعده فَقَالَ حَرْمَلَة بن حَكِيم بن عفير بن طَارق بن قيس بن مرّة بن همام وَأمه عسلة بنت عَامر بن شراكة قَاتل الْجُوع ...

<<  <  ج: ص:  >  >>