وَكَذَلِكَ قَوْله تَعَالَى: من أَنْصَارِي إِلَى الله أَي: مَعَ الله. وَأَنت لَا تَقول: سرت إِلَى زيد أَي: مَعَه لكنه إِنَّمَا جَاءَ لما كَانَ مَعْنَاهُ: من ينضاف فِي نصرتي إِلَى الله إِلَى أَن قَالَ: وَوجدت فِي اللُّغَة من هَذَا الْفَنّ شَيْئا كثيراُ لَا يكَاد يحاط بِهِ وَلَعَلَّه لَو جمع أَكْثَره لجاء كتابا ضخماً. وَقد عرفت طَرِيقه فَإِذا مر بك شَيْء مِنْهُ فتقبله وَأنس بِهِ فَإِنَّهُ فصل من الْعَرَبيَّة لطيف حسن يَدْعُو إِلَى الْأنس بهَا والفقاهة فِيهَا.)
وَفِيه أَيْضا مَوضِع يشْهد على من أنكر أَن يكون فِي اللُّغَة لفظان بِمَعْنى وَاحِد حَتَّى تكلّف لذَلِك أَن يُوجد فرقا بَين قعد وَجلسَ وذراع وساعد.