باسمية إِلَى فِي نَحْو: فصرهن إِلَيْك وَهَذَا كُله يتَخَرَّج إِمَّا على التَّعْلِيق بِمَحْذُوف كَمَا قيل: فِي سقيا لَك وَإِمَّا على حذف مُضَاف أَي: هون على نَفسك واضمم إِلَى نَفسك.
وَلَا يحسن تَخْرِيج هَذَا على ظَاهره لِأَن بَابه الشّعْر وَلَا على قَول ابْن الْأَنْبَارِي: إِن إِلَى ترد اسْما يُقَال: انصرفت من إِلَيْك كَمَا تَقول: غَدَوْت من عَلَيْك لِأَنَّهُ إِن كَانَ ثَابتا فَفِي غَايَة الشذوذ. وَلَا على قَول ابْن عُصْفُور: إِن إِلَيْك إغراء وَالْمعْنَى: خُذ جناحك أَي: عصاك لِأَن إِلَى لَا تكون بِمَعْنى خُذ عِنْد الْبَصرِيين وَلِأَن الْجنَاح لَيْسَ بِمَعْنى الْعَصَا إِلَّا عِنْد الْفراء وشذوذ من الْمُفَسّرين.
انْتهى.
-
قَالَ أَبُو حَيَّان: وَمن قَالَ: إِن على لَا تكون إِلَّا اسْما يَقُول: إِنَّهَا معربة وَمن جوز أَن تنْتَقل إِلَى الاسمية بِدُخُول من عَلَيْهَا أَو على مَذْهَب الْأَخْفَش اخْتلفُوا: فَقَالَ بعض أشياخنا: هِيَ معربة إِذْ ذَاك.
وَقَالَ أَبُو الْقَاسِم بن الْقَاسِم: هِيَ مَبْنِيَّة وألفها كألف هَذَا فَهِيَ كعن وكاف التَّشْبِيه ومذ ومنذ إِذا كن أَسمَاء. انْتهى.
وَقد ذهب صَاحب الْكَشَّاف وَتَبعهُ الشَّارِح الْمُحَقق إِلَى أَنَّهُمَا مبنيان قَالَ فِي تَفْسِير حاشا لله من سُورَة يُوسُف: فَإِن قلت: فَلم جَازَ فِي حاشا لله أَن لَا ينون بعد إجرائه مجْرى بَرَاءَة لله قلت: مُرَاعَاة لأصله الَّذِي هُوَ الحرفية.
أَلا ترى إِلَى قَوْلهم: جَلَست من عَن يَمِينه. تركُوا عَن غير مُعرب على أَصله وعَلى فِي قَوْله:
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute