وَأنْشد بعده:
(أتنتهون وَلنْ ينْهَى ذَوي شطط ... كالطعن يهْلك فِيهِ الزَّيْت والفتل)
على أَنه يتَعَيَّن فِيهِ اسميتها أَيْضا إِذا طلبَهَا عَامل رفع كَمَا هُنَا فَإِنَّهَا اسْم بِمَعْنى مثل وَقعت عاملة لينهى.
وَقَوله: إِذا ارْتَفَعت مَعْطُوف على قَوْله: إِذا انجرت.
وَتقدم كَلَام ابْن السراج فِي تعين اسمية الْكَاف عِنْد الْكَلَام على هَذَا الْبَيْت فِي الشَّاهِد السَّادِس وَالسبْعين بعد السبعمائة.
وَقد بسط عَلَيْهَا الْكَلَام ابْن جني فِي سر الصِّنَاعَة وَجوز اسميتها فِي الِاخْتِيَار دون الضَّرُورَة بِخِلَاف ابْن عُصْفُور فِي كتاب ابْن الضرائر. وَلَا بَأْس بإيراد كَلَامهمَا. ولنقدم الثَّانِي فَإِنَّهُ أخصر وأجمل قَالَ: وَمِنْه اسْتِعْمَال الْحَرْف اسْما للضَّرُورَة كَقَوْل الْأَعْشَى: أتنتهون الْبَيْت
(وَإنَّك لم يفخر عَلَيْك كفاخر ... ضَعِيف وَلم يَغْلِبك مثل مغلب)
فَجعل الْكَاف فاعلة بيفخر. وَالدَّلِيل على أَنَّهَا فاعلة فِي الْبَيْتَيْنِ أَنه لَا بُد للْفِعْل من فَاعل فَلَا يجوز أَن يكون الْفَاعِل محذوفاً وَيكون تَقْدِيره فِي الْبَيْت الأول ناه كالطعن وَفِي الْبَيْت الثَّانِي فاخر كفاخر. لِأَنَّهُ لَا يَخْلُو بعد الْحَذف أَن يُقَام الْمَجْرُور مقَامه أَو لَا يُقَام. فَإِن لم يقم مقَامه لم يجز ذَلِك لِأَن الْفَاعِل لَا يحذف من غير أَن يُقَام شَيْء مقَامه. وَإِن قدر لزم أَن يكون الْمَجْرُور فَاعِلا وَالْمَجْرُور الَّذِي
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute