قَالَ أَبُو حَيَّان: وَحكى الْفراء انه قيل لبَعض الْعَرَب: كَيفَ تَصْنَعُونَ الأقط قَالَ: كهين يُرِيد هيناً. وَمن زيادتها قَول بَعضهم: كمذ أخذت فِي حَدِيثك جَوَابا لمن قَالَ لَهُ: مذ كم لم تَرَ فلَانا يُرِيد: مذ أخذت. انْتهى.
وَمِنْه يعلم أَنه لَا وَجه لتخصيص زيادتها بالضرائر الشعرية كَمَا زعم ابْن عُصْفُور.
واللواحق: جمع لاحقة اسْم فَاعل من لحق كسمع لُحُوقا: ضمر وهزل.
والأقراب: جمع قرب بضمة فَسُكُون وبضمتين: الخاصرة وَقيل: من الشاكلة إِلَى مراق الْبَطن. يُرِيد أَنَّهَا خماص الْبُطُون. وَضمير فِيهَا للأقراب.
والمقق بِفَتْح الْمِيم وَالْقَاف: الطول وَقَالَ اللَّيْث: الطول الْفَاحِش فِي دقة. فَقَوله: كالمقق مَرْفُوع الْموضع على الِابْتِدَاء وَخَبره الظّرْف قبله وَالْجُمْلَة حَال من الأقراب.
وَالْبَيْت من قصيدة طَوِيلَة تزيد على مِائَتي بَيت شرحنا قِطْعَة كَبِيرَة مِنْهَا فِي الشَّاهِد الْخَامِس من أول الْكتاب وَهُوَ من جملَة أَبْيَات كَثِيرَة فِي وصف أتن حمَار الْوَحْش الَّتِي شبه نَاقَته بهَا فِي الجلادة والعدو السَّرِيع لَا فِي وصف الْخَيل كَمَا زعم الْعَيْنِيّ وَتَبعهُ غَيره. فَيَنْبَغِي أَن نشرح أبياتاً)
قبله حَتَّى يَتَّضِح مَا قُلْنَا.
وَقد وصف حمَار الْوَحْش بِأَبْيَات إِلَى أَن قَالَ:
(أحقب كالمحلج من طول القلق ... كَأَنَّهُ إِذْ رَاح مسلوس الشمق)
فِي الصِّحَاح: الأحقب: حمَار الْوَحْش سمي بذلك لبياض فِي حقْوَيْهِ وَالْأُنْثَى حقباء.
والمحلج قَالَ صَاحب الْمِصْبَاح: حلجت الْقطن حلجاً من بَاب ضرب. والمحلج بِكَسْر الْمِيم: خَشَبَة يحلج بهَا حَتَّى يخلص الْحبّ من
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute