وَأَصْحَاب الْفِيل: أَبْرَهَة بن الصَّباح الأشرم ملك الْيمن من قبل أَصْحَمَة النَّجَاشِيّ وجيشه.
وَكَانَ من أَمر أَبْرَهَة أَنه بنى كَنِيسَة بِصَنْعَاء وَأَرَادَ صرف الْحَاج إِلَيْهَا فَخرج رجل من بني كنَانَة فَقضى حَاجته فِيهَا فأغضبه ذَلِك وَحلف ليهدمن الْكَعْبَة. فَخرج بجيشه وَمَعَهُ الفيلة وفيل قوي يُسمى مَحْمُودًا فَلَمَّا نهي لدُخُول الْحرم عبى جَيْشه وَقدم الْفِيل فَكَانَ كلما وجهوه إِلَى الْحرم برك وَلم يبرح وَإِذا وجهوه إِلَى الْيمن أَو إِلَى جِهَة أُخْرَى هرول.
فَأرْسل الله طيراً أبابيل فِي منقار كل مِنْهَا حجر وَفِي رجلَيْهِ حجران أكبر من العدسة وأصغر من الحمصة فرمتهم فَكَانَ الْحجر يَقع فِي رَأس الرجل فَيخرج من دبره. فهلكوا جَمِيعًا.
السجيل: الطين المتحجر. مُعرب: سنك كل. والأبابيل: الْجَمَاعَات من الطير جمع إبالة بِكَسْر الْهمزَة وَتَشْديد الْمُوَحدَة وَهِي الحزمة الْكَبِيرَة شبهت بهَا الْجَمَاعَة من الطير لتضامها. وَقيل: هِيَ الْجَمَاعَات من الطير لَا وَاحِد لَهَا.