وَإِذا الْحَرْب شمرت لم تكن كي حِين تَدْعُو الكماة فِيهَا نزال أنْشدهُ الْفراء وَقَالَ: أنشدنيه بعض أَصْحَابنَا وَلم أسمعهُ أَنا من الْعَرَب. قَالَ الْفراء: وَحكي عَن الْحسن الْبَصْرِيّ: أَنا كك وَأَنت كي. وَاسْتِعْمَال هَذَا فِي حَال السعَة شذوذ لَا يلْتَفت إِلَيْهِ.
انْتهى.
وَمن دُخُولهَا على الضَّمِير قَول أبي مُحَمَّد اليزيدي اللّغَوِيّ النَّحْوِيّ أَخذ عَن أبي عَمْرو وَيُونُس وأكابر الْبَصرِيين وَكَانَ معلم الْمَأْمُون بن هَارُون الرشيد:
(شكوتم إِلَيْنَا مجانينكم ... ونشكو إِلَيْكُم مجانيننا)
(فلولا المعافاة كُنَّا كهم ... وَلَوْلَا الْبلَاء لكانوا كُنَّا)
وَقَالَ آخر:
(لَا تلمني فإنني كك فِيهَا ... إننا فِي الملام مشتركان)
وَكتب بعض الْفُضَلَاء إِلَى ابْن المقفع كتابا يباريه فِي الوجازة: بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم. نَحن صَالِحُونَ فَكيف أَنْتُم فَكتب إِلَيْهِ ابْن المقفع: نَحن كك. وَالسَّلَام. وَبِمَا نقلنا عَن سِيبَوَيْهٍ يعرف أَن نسبه جَوَاز ذَلِك إِلَيْهِ مُطلقًا غير صَحِيح. وَمِمَّنْ نسب الْجَوَاز إِلَيْهِ مُطلقًا أَبُو حَيَّان قَالَ فِي الارتشاف وَفِي
الْوَاضِح: أجَاز سِيبَوَيْهٍ وَأَصْحَابه أَنْت كي وَأَنا كك. وَضَعفه الْكسَائي وَالْفراء وَهِشَام.
وَقَالَ فِي تَذكرته أَيْضا: وَاخْتلفُوا فِي دُخُول الْكَاف على الْيَاء وَالْكَاف فَأجَاز سِيبَوَيْهٍ وَأَصْحَابه: أَنْت كي وَأَنا كك.
وَضعف هَذَا الْكسَائي وَالْفراء
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute