فَعلم الْقَوْم كلهم أَنه قد لحن وَلم يهتد أحد مِنْهُم لإِصْلَاح الْبَيْت إِلَّا الرشيد فَإِنَّهُ قَالَ لَهُ: قل: تخال أُذُنَيْهِ إِذا تشوفا والراجز وَإِن كَانَ قد لحن فقد أحسن التَّشْبِيه. انْتهى.
وَكَذَا نقل ابْن عبد ربه فِي العقد الفريد وَكَذَا روى الصولي فِي كتاب الأوراق عَن الطّيب بن مُحَمَّد الْبَاهِلِيّ عَن مُوسَى بن سعيد بن مُسلم أَنه قَالَ:
كَانَ أبي يَقُول: كَانَ فهم الرشيد فهم الْعلمَاء أنْشدهُ الْعمانِي فِي صفة فرس: كَأَن أُذُنَيْهِ الْبَيْت فَقَالَ لَهُ: دع كَأَن وَقل: تخال أُذُنَيْهِ حَتَّى يَسْتَوِي الشّعْر.
وَقَالَ ابْن هِشَام فِي الْمُغنِي: وَقيل أَخطَأ قَائِله وَقد أنْشدهُ بِحَضْرَة الرشيد فلحنه أَبُو عَمْرو والأصمعي. وَهَذَا وهم فَإِن أَبَا عَمْرو توفّي قبل الرشيد. وَتعقبه شراحه بِأَن هَذَا لَا يصلح تعليلاً للوهم فَإِن سبق وَفَاة أبي عَمْرو الرشيد لَا يُنَافِي حُضُور مَجْلِسه وَلَو غير خَليفَة إِلَّا أَن يُرَاد وَهُوَ خَليفَة لِأَن أَبَا عَمْرو توفّي سنة أَربع وَخمسين وَمِائَة والرشيد إِنَّمَا ولي الْخلَافَة سنة سبعين وَمِائَة.