أَو عمليق أفرط فِي جوره على جديس حَتَّى أَمر أَن لَا تزف امْرَأَة من جديس إِلَّا أُتِي بهَا إِلَيْهِ حَتَّى يفتضها قبل زَوجهَا فَلَمَّا افتض بنت غفار خرجت من عِنْده رَافِعَة صَوتهَا ملطخة بدمها وَهِي تَقول:
(لاأحد أذلّ من جديس ... أهكذا يفعل بالعروس)
فِي أَبْيَات كَمَا تقد م شرح هَذِه الْقِصَّة مفصلا فِي الشَّاهِد الْخَامِس وَالْعِشْرين بعد الْمِائَة. فَلَمَّا سمع قَومهَا ذَلِك اشْتَدَّ غضبهم وَمَشى بَعضهم إِلَى بعض وَكَانَ أَخُوهَا ابْن غفار سيدهم فَلَمَّا رأى ذَلِك من حَال الْقَوْم قَالَ: اطيعوني وَإِلَّا قتلت نَفسِي. قَالَ: اكْتُبْ إِلَى الْملك: إِنِّي قد زوجت أُخْتِي فليحضر الْملك وَجَمِيع أَهله إِلَى طَعَامي. فَإِذا أَتَوْكُم قَامَ كل وَاحِد مِنْكُم على رَأس رجل مِنْهُم وَقد دفن سلاحه تَحت رجله فَإِذا قرب الطَّعَام فَلْيقل كل رجل مِنْكُم من يَلِيهِ.
فَقتلُوا جَمِيعهم إِلَّا رجلا يُقَال لَهُ: ريَاح بن مرّة فَإِنَّهُ أفلت مِنْهُم واستصحب كلبة لَهُ وَأخذ جَرِيدَة من جرائد نَخْلهمْ فطلاها بالطين ثمَّ توجه حَتَّى أَتَى حسان بن تبع مذعوراً فَقَالَ لَهُ: مَا وَرَاءَك قَالَ: أَتَيْتُك من عِنْد قوم كُنَّا مُلُوكهمْ وساداتهم وَقد وَثبُوا علينا ظلما وَذكر الْقِصَّة وَفِيهِمْ زروع ومواش وتبر وورق ومسك وَعَنْبَر وَجَمِيع آلَة الدُّنْيَا وَفِيهِمْ امْرَأَة يُقَال لَهَا: عنز تغذى بالزبد والشهد والمخ كَأَنَّهَا الْقَمَر لَيْلَة الْبَدْر.)
فَلَمَّا سمع ذَلِك حسان
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute