للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

معنى لَا جرم حق أَن الله وَوَجَب أَن الله. وَقَوله: لَا رد لفعلهم.

قَالَ الشَّاعِر: وَلَقَد طعنت أَبَا عُيَيْنَة ... ... ... الْبَيْت الْمَعْنى: حقت فَزَارَة بِالْغَضَبِ. انْتهى.

وَقَالَ أَيْضا فِي هَذِه السُّورَة عِنْد قَوْله تَعَالَى: لَا جرم أَن لَهُم النَّار: لَا رد لقَولهم. الْمَعْنى وَالله)

أعلم: لَيْسَ ذَلِك كَمَا وصفوا جرم فعلهم هَذَا أَي: كسب. وَقيل: إِن أَن فِي مَوضِع رفع. ذكر ذَلِك قطرب. انْتهى. وقطرب تلميذ سِيبَوَيْهٍ.

وَقَول الشَّارِح رَحِمَهُ اللَّهُ: أَي جرمت لَهُم الْغَضَب كَقَوْلِه تَعَالَى: وَلَا يجرمنكم شنآن قوم أَي: لَا يجرمن لكم ظَاهره أَن هَذَا من كَلَام الْفراء. وَلَيْسَ كَذَلِك كَمَا نقلنا كَلَامه.

وَهَذِه عِبَارَته فِي آيَة الْمَائِدَة: وَقَوله: وَلَا يجرمنكم شنآن قوم أَن صدوكم عَن الْمَسْجِد الْحَرَام أَن تَعْتَدوا قَرَأَ يحيى بن وثاب وَالْأَعْمَش: وَلَا يجرمنكم من أجرمت.

-

وَكَلَام الْعَرَب وَقِرَاءَة الْقُرَّاء يجرمنكم بِفَتْح الْيَاء جَاءَ التَّفْسِير: وَلَا يحملنكم بغض قوم.

قَالَ الْفراء: وَسمعت الْعَرَب تَقول: فلَان جريمة أَهله يُرِيدُونَ كاسب لأَهله. وَخرج يجرمهم: يكْسب لَهُم وَالْمعْنَى فيهمَا مُتَقَارب أَي: لَا يكسبنكم بغض قوم أَن تَفعلُوا شرا فَأن فِي مَوضِع نصب.

فَإِذا جعلت فِي أَن تَعْتَدوا على ذهبت إِلَى معنى لَا يحملنكم بغضهم على أَن تَعْتَدوا فَيصح طرح على كَمَا تَقول: حَملتنِي أَن أسوءك وعَلى أَن أسوءك. انْتهى كَلَامه.

وَقد أَخذه صَاحب الْكَشَّاف وأوضحه قَالَ: جرم يجْرِي مجْرى كسب فِي تعديته إِلَى مفعول وَاحِد واثنين تَقول: جرم ذَنبا نَحْو كَسبه وجرمته ذَنبا نَحْو

<<  <  ج: ص:  >  >>