للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

-

وَهَذَا نَص إِمَام الْكُوفِيّين الْفراء فِي تَفْسِيره: وَإِنَّمَا نصبت الْعَرَب إِذْ شددت نونها لِأَن أَصْلهَا إِن زيدت على إِن: لَام وكاف فصارتا جَمِيعًا حرفا وَاحِدًا.

أَلا ترى أَن الشَّاعِر قَالَ: ولكنني من حبها لكميد فَلم تدخل اللَّام إِلَّا أَن مَعْنَاهَا إِن وَهِي فِيمَا وصلت بِهِ من أَولهَا بِمَنْزِلَة قَول الشَّاعِر:

(لهنك من عبسية لوسيمة ... على هنوات كَاذِب من يَقُولهَا)

وصل إِن هَاهُنَا بلام وهاء كَمَا وَصلهَا ثمَّ بلام وكاف. والحرف قد يُوصل من أَوله وَآخره.

انْتهى.

وَنسب ابْن الْأَنْبَارِي فِي مسَائِل الْخلاف هَذَا الْكَلَام إِلَى الْكُوفِيّين وَقَالَ: أجَاب البصريون عَنهُ بِأَنَّهُ مَحْمُول على أَن التَّقْدِير: وَلَكِن إِنَّنِي فحذفت الْهمزَة من إِن تَخْفِيفًا فَاجْتمع أَربع نونات فحذفوا نون لَكِن استثقالاً لِاجْتِمَاع الْأَمْثَال. وَلَو حمل على مَا زعمتم فَهُوَ شَاذ لَا يكَاد يعرف لَهُ نَظِير. وَلَو كَانَ قِيَاسا لكثر فِي الْكَلَام كَمَا فِي خبر إِن.

وَأما قَوْلهم إِن الأَصْل إِن ثمَّ زيدت عَلَيْهَا اللَّام وَالْكَاف قُلْنَا: لَا نسلم فَإِنَّهُ دَعْوَى بِلَا دَلِيل وَلَا نسلم أَيْضا أَن الْهَاء فِي لهنك مَعَ اللَّام زَائِدَة وَإِنَّمَا هِيَ مبدلة من ألف إِن فَإِن الْهَاء تبدل من الْهمزَة وَلِهَذَا جَازَ أَن يجمع بَين اللَّام وَبَينهَا لتغير صورتهَا. وَقد حُكيَ عَن أصحابكم فِيهِ وَجْهَان.

<<  <  ج: ص:  >  >>